هو "كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر من عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر" والتاريخ لم يكن قبل هذا الكتاب قد تحول إلى "علم" بكل ما تحمله كلمة علم من معنى! ثم إن البربر وخصوصا الزواوة منهم لهم باع طويل في التأرخة وكتابة التاريخ، فقد أورد معجم أعلام الجزائر ٢٩ علما جزائريا معظمهم ممن كتب في التاريخ وتنتهي أسماؤهم بلقب الزواوي، ومنهم صاحب كتابنا هذا محمد السعيد أبو يعلى وقد قال في صفحة عن كتابنا هذا الذي ننقحه:(له تاريخ زواوة لا يزال مخطوطا، وها نحن نصحح لصاحب معجم أعلام الجزائر من صدر الإسلام حتى العصر الحاضر الطبعة الثانية بيروت ١٩٨٠ الأستاذ عادل نويهض) ونثبت أن تاريخ الزواوة طبع. ولا يعني هذا أن المؤرخين من الزواوة هم فقط الذين ورد لقب الزواوي في آخر أسمائهم، أوليس أحمد بن أحمد أبو العاس الغبريني المؤرخ الشهيد هو من بني غبري بطن من قبائل الأمازيغ، ونشأ في بجاية وتعلم بها وبتونس .. والأمثلة كثيرة لو أردنا أن نورد كتبا بأسماء الزواوة خصوصا والبربر عموما من أهل "التأرخة" والتاريخ ... ومع كل ذلك يراد لهم اليوم أن يكونوا بلا تاريخ، أو أن يقف تاريخهم عند الوندال والرومان وما إلى ذلك، لا لشيء إلا لأن مصلحة فرنسا الاستعمارية وأتباعها من "قياد" قدامى وجدد تقتضي أن لا يكون للبربر تاريخ، ما دام تاريخهم جزء من تاريخ العرب الذين سببوا هم وتاريخهم مأزق الاستعمار!!
لقد كان أبو يعلى الزواوي رحمه الله مدركا لفضل علم التاريخ وتاريخ