والمشرق العربي يحمل نفس المفاهيم زمر بنفس التطورات، وهذا لا يمكن أن يتأتى من علاقة استعمارية أو علاقة عداوة، فإن اختلاف ابن الأطلس عن ابن ردفان هو لا يعدو اختلاف بطنك عن ظهرك فكلاهما أنت!!
وفي اعتقادي أن هذه العلاقة ناجمة عن أن الإنسان هو نفسه في الطرفين، فالعشائر القديمة كما العشائر الحديثة هي ذاتها .. وقد أورد محمد علي مادون في كتابه جدولا بأسماء هذه العشائر والقبائل في المشرق والمغرب، وأعتقد أن كل مؤرخي أوروبا كائنا من كانوا لا يستطيعون المزايدة على العرب (في المشرق أو في المغرب) بموضوعة الأنساب، فعلم الأنساب هو علم عربي مائة بالمائة، لم تهتم به أمة كما اهتموا ..
ولعلي أود هنا الإدلاء بملاحظة تتعلق بقول البعض أن في داخل التنظيم العشائري لبربر عادات لا تتفق مع الإسلام وهي أقرب إلى المسيحية أو الوثنية. وهذه العادات التي يركز عليها مؤرخو الاستعمار تؤكد في نظري القاعدة ولا تنفيها، كما يرغبون! فحتى اللحظة التي نعيشها في هذا القرن، هناك عادات لدى القبائل والعشائر العربية في نجد وعسير وحضرموت وعمان والعراق والشام لا تتفق مع الإسلام، لكنها لم تعني لنفس الباحثين أن تلك القبائل الشامية أو اليمانية أو العراقية أنها قبائل غير عربية؟! ومن هذه العادات وشم النساء وأشكال الوشم، فهي تتم لدى نساء المشرق والمغرب بنفس الطريقة وبنفس الأشكال.
ويرجع بقاء هذه العادات (وبالتالي عدم فهمها أو محاولة تزييفها من قبل المدرسة الاستعمارية في كتابة التاريخ) إلى أن الإسلام أدخل النظام