للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

عبادة الرحمن، وهذا من زمن رسوله نوح عليه السلام، وهو الزمن الذي ظهر فيه الشرك بالله، إلى آخر الرسل الكرام، وهو محمد عليهم جميعا الصلاة والسلام، ويتجلى هذا في قوله تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ} سورة النحل الآية ٣٦ - وقوله: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا يُوحَي إِلَيْهِ- أو نُوحِي - أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} سورة الأنبياء آية ٢٥، ويفصح عن هذا ما روي عن النبي صلى الله عليه لوسلم أنه قال: " نحن معاشر الأنبياء أولاد علات، ديننا واحد". فكل الرسل جاءوا بتوحيد الله، وان اختلفت شرائعهم فدينهم واحد، وهو عبادة الله وحده، وهذا هو معنى أولاد علات، وأولاد العلات هم الأولاد الذين يولدون من أب واحد وأمهات شتى، وهم الأخوة للأب كما يسمون في باب الفرائض.

وفى النطق بلفظ الشهادة المذكورة الصادرة من قلب آمن بما قال تطهير له من كل اعتقاد في غير الله، بأنه ينفع ويضر ويعبد ويطاع الخ، لأن اعتقاد الألوهية في غير الله مخالف للفطرة التي فطر الله عليها الناس، وهي فطرة توحيد الله عز وجل، اذ "التخلية قبل التحلية" كما هو معروف، يخلي قلبه من كل ما سوى الله، ثم يحلي ويزين نفسه بالحلية التي أمر بها الإسلام، وهي التوحيد، كمن يرغب في التحلي والتجمل باللباس النقي الجميل، فان عليه أن ينظف بدنه بغسله من جميع الأوساخ

<<  <   >  >>