للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا} (١) ولم يشترط الإسلام في أي ركن من أركانه ما اشترطه في أداء الصلاة، كالطهارة - مثلا - في بدن المصلي ولباسه ومكان الصلاة، فلا تقبل ولا تبرأ ذمته منها الا إذا كان طاهرا من كل الخبائث والنجاسات، متوجها وقت أدائها إلى القبلة التي وحدت بين جميع المسلمين في التوجه اليها عند كل صلاة، ولها مزية زائدة على كل فرائض الإسلام، لأنها شرعت وفرضت على الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى أمته من فوق سبع سموات في ليلة الاسراء والمعراج برسول الله صلى الله عليه وسلم.

وقد كثر ذكرها في القرآن وتكرر، ولم يرد هذا في سائر فرائض الإسلام وشعائر هذا الدين، وهذا للعناية بها والاهتمام بشأنها، وهي أول ما يحاسب عليه العبد من أعماله في الدنيا يوم الحساب، فإذا صلحت صلح عمله، وإذا ساءت ساء عمله كله، وهي من آخر ما أوصى به الرسول صلى الله عليه وسلم قبيل وفاته لينبه أمته كي لا تتهاون بها ولا تقصر في فعلها فقال: "الصلاة وما ملكت أيمانكم، الصلاة وما ملكت أيمانكم" فقد أوصى بالمحافظة على الصلاة والرفق والاحسان بالمملوك الضعيف.

واسمها مشتق قيل من الصلة لأنها تصل بين العبد وربه، ولأنها تقرب من حافظ عليها من مولاه وتصله به، ليحوز رضاه، ومن معانيها في اللغة الرحمة، والدعاء، لأنها تشتمل عليهما


(١) سورة النساء من الآية ١٠٣.

<<  <   >  >>