للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

اعترف بوجوبها ولم يذعن لدفعها من المسلمين ويعطيها لمستحقيها أخذت منه بالقوة - وان بقتال - كما فعل الخليفة الأول لرسول الله صلى الله عليه وسلم الخليفة الراشد: أبو بكر الصديق رضي الله عنه، مع مانعي الزكاة في أول خلافته، فإنه وقف منهم موقفا دل على حزمه وشدة حرصه على صيانة هذا الدين وحفظه من نقصه، وانتقاص فروضه وذهابها الواحد، بعد الآخر، مثلما نراه في هذا الزمان من ذهابها في كثير من الأوطان التي تدير الإسلام، ولا من يغار عليها ويعمل على بقائها ودوامها وحفظها، فإن الخليفة الراشد أبا بكر اعتبر مانعي الزكاة مرتدين فحاربهم على منعها وسميت حربه لهم في التاريخ الإسلامي بحرب أهل الردة، لأنهم في رأيه مرتدون عن الإسلام، لامتناعهم عن دفعها وقال قولته المشهورة في التاريخ الإسلامي: "والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة فإن الزكاة حق المال، والله لو منعوني عقالا - وفى رواية عناقا - كانوا يؤدونه لرسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم عليه" وتسمى هذه الوقعة (بحرب الردة) كما مر قريبا، لأنه اعتبرهم مرتدين عن الإسلام الذي تركه لهم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم كاملا لا نقص فيه، وأمانة في أعناق المسلمين، يجب عليهم أن يحافظوا عليه كما تركه لهم، سواء منهم الحاكم أو المحكوم، بعد أن آمنوا به وأعطوا العهد على العمل بكل ما جاء فيه، فالواجب عليهم المحافظة عليه سالما كاملا كما تركه لهم صاحب الرسالة عليه الصلاة والسلام، وقد رأى في هذه القضية بعض الصحابة رأيا

<<  <   >  >>