للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

غير الذي رآه أبو بكر، فلم يوافقوه في أول الأمر على حرب مانعي الزكاة، منهم عمر بن الخطاب فقال لأبي بكر: كيف تقاتل قوما يقولون لا اله الا الله محمد رسول الله؟ فإن من قالها فقد عصم بها دمه وماله، فأجابه أبو بكر بكلمته المتقدمة: "والله لو منعوني الخ" الدالة على يقظته وحزمه على المحافظة على الإسلام سالما من كل نقص كما تركه لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، تلك الكلمة الكبيرة في معناها "والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاه الخ" فقال أبو بكر لعمر المشهور بالشدة والتصلب في أمر الله، يا عمر "أجبار في الجاهلية وخوار في الإسلام؟ " ثم اقتنع عمر وبقية الصحابة رضوان الله عليهم بما ذهب اليه أبو بكر وارتضوه، وخاصة عمر، فقد شرح الله صدره وقبل ما اختاره أبو بكر من محاربة أهل الردة مانعي زكاة أموالهم عن الفقراء والمساكين، واتفق الجميع على رأي واحد لصيانة قواعد الإسلام من عبث العابثين، حتى لا يتجرأ أحد على نقض عرى الإسلام وقواعده وفرائضه، كما هو واقع الآن في الأوطان الإسلامية، بينما ملوك المسلمين أصحاب الجلالة، ورؤساؤهم أصحاب الفخامة والعظمة وأولياء أمورهم منهمكون وغرقى - إلى أذقانهم - في بحور شهوات نفوسهم، وصيانة قصورهم وكراسيهم بشدة الحراسة وكثرة الجند والسلاح، والإسلام ينتقص منه ويهان - وهم الرعاة والمسؤولون عن رعيتهم - وينقص هيكله شيئا فشيئا، ولا نعلم مآله،

<<  <   >  >>