للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بصَدَاق ثلاثين ختمةً، فنامَ ليلةً قَبلَ أن يُكمِلَ الثلاثين، فرآها في منامِه تقول له:

أتخطُبُ مِثلي وَعَنِّي تَنَامُ … وَنوْمُ المحبِّينَ عنِّي (١) حَرَامُ

لأنَّا خُلِقْنا لِكُلِّ امْرِئٍ … كثيرِ الصَّلاةِ بَرَاهُ الصِّيَامُ

كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يطرُقُ بابَ فاطمةَ وعليٍّ، ويقول: ألا تُصلِّيانِ (٢)؟. وفي الحديث: "إذا استيقَظَ الرَّجُلُ وأيقَظَ أهلَه فَصَلَّيا رَكْعَتَيْنِ كُتِبا مِنَ الذَّاكِرينَ الله كثيرًا والذاكراتِ" (٣).

كانت امرأةُ حَبيبٍ العَجَمي (٤) تُوقِظُهُ بالليل وتقولُ: ذهَبَ الليلُ وبين أيدينا طريق بعيد، وزادُنا قليل، وقوافِلُ الصالحينَ قد سارت قُدَّامَنا ونحنُ قد بَقِينا.

يا راقدَ اللَّيلِ كَمْ تَرْقُدُ … قُمْ يا حَبِيبي قَدْ دَنَا المَوْعِدُ

وخُذْ مِنَ اللَّيلِ وأوقاتِهِ … وِرْدًا إذا ما هَجَعَ الرُّقَّدُ

مَن نَامَ حتَّى ينقضِي ليلُهُ … لم يَبْلُغ المَنْزِلَ أوْ يَجْهَدُ

قُلْ لِأولِي الألبابِ أهلِ التُّقَى … قَنْطَرةُ العَرْضِ لكُم مَوْعِدُ

* * *


(١) في آ: "عنّا".
(٢) رواه البخاري رقم (١١٢٧) في التهجد، باب تحريض النبي - صلى الله عليه وسلم - على قيام الليل والنوافل من غير إيجاب، وفي تفسير سورة الكهف، باب وكان الإنسان أكثر شيء جدلًا؛ ومسلم رقم (٧٧٥) في صلاة المسافرين، باب ما روي فيمن نام الليل أجمع حتى أصبح؛ والنسائي ٣/ ٢٠٥، ٢٠٦ في قيام الليل، باب الترغيب في قيام الليل، كلهم من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
(٣) رواه أبو داود رقم (١٣٠٩) في الصلاة، باب قيام الليل، ورقم (١٤٥١)، باب الحث على قيام الليل، من حديث أبي سعيد الخدري وأبي هريرة رضي الله عنهما، وإسناده صحيح. ورواه ابن ماجه رقم (١٣٣٥) في إقامة الصلاة، باب ما جاء فيمن أيقظ أهله من الليل.
(٤) لفظ "العجمي" لم يرد في ب، ش، ع، ط. وهو حبيب بن محمد، زاهد أهل البصرة وعابدهم، كان مجاب الدعوة، تؤثر عنه كرامات وأحوال، روى عن الحسن البصري، مات نحو سنة ١٤٠ هـ.

<<  <   >  >>