للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وظائف شهر شوَّال (١)

وفيه مجالس:

المجلس الأول في صيام شوَّال كله واتباع رمضان بصيام ستة أيامٍ (٢) من شوَّال

خرَّج مسلم (٣) من حديث أبي أيُّوب الأنصاري رضي الله عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: "مَنْ صَامَ رمضانَ، ثم أَتْبعَهُ ستًا مِن شوَّالٍ، كان كصِيام الدَّهْر". وقد اختلِفَ في هذا الحديث، ثم في العمل به؛ فمنهم مَن صحَّحَه، ومنهم مَن قال هو موقوفٌ؛ قاله ابنُ عُيَيْنَةَ وغيرُه، وإليه يميلُ الإِمام أحمد، ومنهم من تكلَّم في إسناده. وأمَّا العمَلُ به، فاستحبَّ صيامَ ستةِ أيام من شوالٍ أكثرُ العلماء. رُوي ذلك عن ابن عبَّاسٍ رضي الله عنهما، وطاووس، والشعبيّ، وميمون بن مهران، وهو قولُ ابن المبارك والشافعي وأحمدَ وإسحاقَ؛ وأنكَرَ ذلك آخرون.

روي عن الحسن أنَّه كان إذا ذُكِرَ عندَه صيامُ هذه الستة، قال: لقد رضي الله بهذا الشهر للسنة كُلِّها. ولعلَّه إنما أنكر على من اعتقدَ وجوبَ صيامِها وأنَّه لا يكتفى


(١) شوَّال: من أسماء الشهور معروف، اسم الشهر الذي يلي شهر رمضان، وهو أول أشهر الحج، قيل: سُمِّي بتشويل لبن الإِبل، وهو تولِّيه وإدباره، وكذلك حال الإِبل، في اشتداد الحر وانقطاع الرُّطْب، وقال الفرَّاء: سمِّي بذلك لِشَوَلان الناقة فيه بذنبها. والجمع شَوَاويل على القياس، وشَواوِل على طرح الزائد، وشوَّالات. وكانت العرب تَطَيَّرُ من عَقْد المناكح فيه، وتقول: إن المنكوحة تمتنع من ناكحها كما تمتنع طَروقة الجَمَل إذا لَقحَت وشالت بذنبها، فأبطل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - طِيرَتَهم. وقالت عائشة رضي الله عنها: تزوَّجني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في شوَّال، وبَنَى بي في شوَّال، فأيُّ نسائه كان أحظى عنده مني؟ (اللسان: شول).
(٢) في آ، ش، ع: "أيام منه".
(٣) رقم (١١٦٤) في الصيام: باب استحباب صوم ستة أيام من شوال إتباعًا لرمضان. ورواه أيضًا الترمذي رقم (٧٥٩) في الصوم: باب ما جاء في صيام ستة أيام من شوال، وأبو داود رقم (٢٤٣٣) في الصوم: باب في صوم ستة أيام من شوال.

<<  <   >  >>