للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وظائف شهر ربيع الأوَّل

وفيه مجالس:

المَجلسُ الأَوَّل في ذكر مولد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

خرَّج الإمام أَحمد من حديث العِرْبَاض بن سَارِيَةَ السُّلَمِي (١) - رضي الله عنه - عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنِّي عِنْدَ اللهِ (٢) في أمِّ الكتاب، لخَاتمُ النبيين، وإنَّ آدَمَ لَمُنْجَدِلٌ (٣) في طينتِهِ، وسَوف أنبئكُم بتأويل ذلكَ: دعوةُ أبي إبراهيمَ، وبِشارَةُ عيسى قَوْمَه، ورؤيا أمِّي التي رأتْ أنَّه خَرَجَ منها نورٌ أضاءَتْ له قُصُورُ الشَّام، وكذلك أمَّهاتُ النبيينَ يَرَيْنَ" (٤). وخرَّجَه الحاكمُ (٥)، وقال: صحيحُ الإسنادِ.

وقد رُوي معناه من حديثِ أبي أمامةَ البَاهليِّ، ومِن وجوهٍ أُخَرَ مرسلةٍ.

المقصودُ من هذا الحديث أنَّ نبوَّةَ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - كانتْ مذكورةً معروفةً من قبلِ أن يخلُقَه الله ويُخرِجَه إلى دار الدُّنيا حيًّا، وأنَّ ذلك كان مكتوبًا في أمِّ الكتاب من قبلِ


(١) نسبة إلى سُلَيم بن منصور بن عكرمة بن خَصْفة بن قيس عيلان بن مضر، وهي قبيلة من العرب، وهو من أعيان أهل الصُّفَّة وأحد من نزل فيه قول الله تعالى: {وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا} [التوبة: ٩٢]، وقد تقدمت ترجمته.
(٢) في ط: "عبد الله"، وهو خطأ.
(٣) المنجدل: الساقِط. وشرحها المؤلف بعد قليل، فقال: المراد بالمنجدلِ الطريح الملقى على الأرض قبل نفخ الروح فيه.
(٤) رواه أحمد في "المسند" ٤/ ١٢٧ و ١٢٨، وابن حبان في "صحيحه" رقم (٢٠٩٣) موارد، والبغوي في "شرح السنة" ١٣/ ٢٠٧. وهو حديث صحيح، وانظر "مجمع الزوائد" للهيثمي ٨/ ٢٢٣ و ٢٢٤.
(٥) رواه الحاكم في "المستدرك" ٢/ ٤١٨ و ٦٠٠ وصححه، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا.

<<  <   >  >>