للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كلتا كذاك اثنان واثنتان ... كابنين وابنتين يجريان

ــ

وليست منه "وكلا إذا بمضمر مضافا وصلا" الألف للإطلاق أي وارفع بالألف كلا إذا وصل بمضمر حال كونه مضافًا إلى ذلك المضمر حملًا على المثنى الحقيقي و"كلتا كذاك" أي ككلا في ذلك: تقول جاءني الرجلان كلاهما والمرأتان كلتاهما، فإن أضيفا إلى ظاهر أعربا بحركات مقدرة على الألف رفعًا ونصبًا وجرًّا. وبعضهم يعربهما إعراب المثنى في هذه الحالة أيضًا. وبعضهم يعربهما إعراب المقصور مطلقًا ومنه قوله:

١٦- نعم الفتى عمدت إليه مطيتي ... في حين جدبنا المسسير كلانا

تنبيه: كلا وكلتا اسمان ملازمان للإضافة ولفظهما مفرد ومعناهما مثنى، ولذلك أجيز في ضميرهما اعتبار المعنى فيثنى واعتبار اللفظ فيفرد، وقد اجتمعا في قوله:

١٧- كلاهما حين جد الجري بينهما ... قد أقلعا وكلا أنفيهما رابي

ــ

والجمع على حده لكن ذلك الحرف قبل دخول العامل ليس إعرابًا بل هو دال على التثنية أو الجمع أو غير دال على شيء كما في الأسماء الستة وبعد دخوله إعراب فقد تغير الآخر بدخول العامل عما كان عليه قبل دخوله تغير صفة فتدبر. قوله: "بمضمر" متعلق بوصل مقدره لدلالة وصل المذكورة لأن أداة الشرط لا يليها إلا فعل ظاهر أو مقدر كذا قيل وفيه ما مر. وقوله مضافًا حال من الضمير المستتر في وصل العائد إلى كلا مؤسسة احترز به عما إذا اتصلت بالضمير غير مضافة إليه نحو زيد وعمرو هما كلا الرجلين لأن الاتصال يشمل القبلي والبعدي فعلم ما في كلام شيخنا. قوله: "أي وارفع إلخ" أشار إلى أن كلا معطوف على المثنى وأن مضافًا حال من نائب فاعل وصل وأن متعلق مضافًا محذوف لدلالة الكلام عليه. قوله: "كلتا كذاك" مبتدأ وخبر هذا هو الظاهر. قوله: "في هذه الحالة" أي حالة الإضافة إلى ظاهر. قوله: "مطلقًا" أي سواء أضيفا إلى مضمر أو ظاهر. قوله: "عمدت" أي قصدت وبابه ضرب كما في المختار والإسناد في جدبنا المسير مجاز عقلي والأصل جددنا في المسير. قوله: "ملازمان للإضافة" أي إلى المعرب الذي يدل على اثنين بلا تفرق ولو كان بحسب اللفظ مفردًا أو جمعًا كما سيأتي في الإضافة.

قوله: "كلاهما" أي الفرسين وقوله: جد الجري مجاز عقلي والأصل جدا في الجري وقوله: قد أقلعا أي كفا عن الجري وقوله: رابي أي منتفخ والشاهد في أقلعا ورابي. قوله: "وبه جاء


١٦- البيت من الكامل، وهو بلا نسبة هنا في شرح الأشموني.
١٧- البيت في البسيط، وهو للفرزدق في أسرار العربية ص٢٨٧؛ وتخليص الشواهد ص٦٦؛ وخزانة الأدب ٤/ ٢٩٩؛ والخصائص ٣/ ٣١٤؛ والدرر ١/ ١٢٢؛ وشرح التصريح ٢/ ٤٣؛ وشرح شواهد المغني ص٥٥٢؛ ونوادر أبي زيد ص١٦٢؛ ولم أقع عليه في ديوانه، وهو للفرزدق أو لجرير في لسان العرب ٩/ ١٥٦ "سكف"؛ وبلا نسبة في الإنصاف ص٤٤٧؛ والخزانة ١/ ١٣١؛ والخصائص ٢/ ٤٢١؛ وشرح شواهد الإيضاح ص١٧١؛ وشرح المفصل ١/ ٥٤؛ ومغني اللبيب ص٢٠٤، وهمع الهوامع ١/ ٤١.

<<  <  ج: ص:  >  >>