للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولامُ ما اسْتُغِيثَ عاقَبَتْ أَلِفْ ... ومثلُهُ اسم ذو تَعَجُّبٍ أُلِفْ

ــ

محذوف أي: أدعوك لزيد. وقيل بحال محذوفة أي: مدعو الزيد. الرابع: قد يجر المستغاث من أجله بمن كقوله:

٩٤١- يا للرِّجالِ ذَوِي الألبابِ مِنْ نَفَرٍ ... لا يَبْرَحُ السَّفَهُ المُرْدِي لَهُم دِينا

"ولام ما استغيث عاقبت ألف" فكما تقول: يا لزيد, تقول أيضا: يا زيدًا. ومنه قوله:

٩٤٢- يا يَزِيدا لآمُلٍ نَيلَ عِزٍّ ... وغِنًى بعدَ فاقَة وهَوانٍ

ولا يجوز الجمع بينهما، فلا تقول: يا لزيدًا. وقد يخلو منهما كقوله:

٩٤٣- ألا يا قَومِ للعَجَبِ العَجِيبِ

ــ

المذكور إنما يمتنع إذا كان على وجه كون الثاني مفعولًا به والمستغاث من أجله ليس مفعولًا به كما تقدم, وحينئذٍ لا مانع من القول بتعلق لام المستغاث من أجله بفعل النداء فاعرف ذلك. ثم رأيت السيوطي حكاه مع بقية الأقوال في متن جمع الجوامع وشرحه فللَّه الحمد. قوله: "بفعل محذوف" أي: مقدر بعد المستغاث والكلام على هذا جملتان بخلافه على الأول والثالث. قوله: "قد يجر المستغاث من أجله بمن" أي: إذا كان مستنصرًا عليه فإن كان مستنصرًا له تعين جره باللام وإذا جر الأول بمن وجب تعلقها بفعل من مادة التلخيص أو الإنصاف أو نحوهما أفاده الدماميني وسكت عليه شيخنا والبعض. وفيه أنه لا مانع من تعلقه بفعل الدعاء وجعل من سببية.

قوله: "عاقبت ألف" أي: ناوبتها من العقبة وهي النوبة، فالألف تجيء نوبة واللام نوبة أخرى، ووقف على ألف بالسكون مع أن الظاهر أنه مفعول به على لغة ربيعة. قوله: "يا زيدًا" صرح الرضي والجامي بأنه حينئذٍ مبني على الفتح وأن توابعه لا ترفع، ومقتضاه أن ألف الاستغاثة إذا لحقت المثنى والمجموع على حده صارا مبنيين على الياء, وتقدم تزييف ما قالاه، وأن الظاهر الذي لا ينبغي العدول عنه أنه مبني على ضم مقدر منع من ظهوره اشتغال المحل بحركة المناسبة, وأنه يجوز في تابعه الوجهان على ما مر، بل جزم البعض بأن ما قالاه سبق قلم وإن كان فيه بعد. قوله: "ولا يجوز الجمع بينهما" قال شيخنا وتبعه البعض: لأن اللام تقتضي الجر والألف الفتح فبين أثريها تناف؛ ولأنه لا يجمع بين العوض والمعوض ا. هـ. وفي كل من العلتين نظر: أما الأولى فلأن مقتضى اللام الجر ولو تقديرًا فلا ينافي ما تقتضيه الألف من الفتح. وأما الثانية؛ فلأنه قد يمنع كون الألف عوضًا عن اللام ويدعي أن كلا أصل فتأمل. قوله: "وقد يخلو منهما" فيعطي ما يستحقه لو كان منادى غير مستغاث. تصريح. قوله: "ألا يا قوم" بحذف ياء المتكلم والدلالة بالكسرة عليها. قوله: "في ذلك"


٩٤١- البيت من البسيط، وهو بلا نسبة في الدرر ٣/ ٤٤؛ والمقاصد النحوية ٤/ ٢٧٠؛ وهمع الهوامع ١/ ١٨٠.
٩٤٢- البيت من الخفيف، وهو بلا نسبة في أوضح المسالك ٤/ ٤٩؛ والجنى الداني ص١٧٧؛ والدرر ٤/ ١٢٦؛ وشرح التصريح ٢/ ١٨١؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٧٩١؛ وشرح قطر الندى ص٢٢٠؛ ومغني اللبيب ٢/
٣٧١؛ والمقاصد النحوية ٤/ ٢٦٢.
٩٤٣- عجزه وللغفلات تَعْرِضُ للأَريبِ
والبيت من الوافر، وهو بلا نسبة في أوضح المسالك؛ وشرح التصريح ٢/ ١٨١؛ وشرح قطر الندى ص٢٢١؛ والمقاصد النحوية ٤/ ٢٦٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>