للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وفرقا بينه وبين نون المثنى "وقل من بكسره نطق" من العرب. قال في شرح التسهيل: يجوز أن يكون كسر نون الجمع وما ألحق به لغة، وجزم به في شرح الكافية، ومما ورد منه قوله:

٢٦- عرفنا جعفرًا وبني أبيه ... وأنكرنا زعانف آخرين

وقوله:

٢٧- وقد جاوزت حد الأربعين

"ونون ما ثني والملحق به" وهو اثنان واثنتان وثنتان "بعكس ذاك" النون

ــ

إلى تقدير الرابط في الخبر.

فائدة: تحذف نون الجمع ونون المثنى للإضافة وللضرورة ولتقصير الصلة نحو:

خليليّ ما إن أنتما الصادقا هوى ... إذا خفتما فيه عذولا وواشيا

ونحو قراءة الحسن والمقيمي الصلاة بنصب الصلاة. وقد تحذف نون الجمع اختيارًا قبل لام ساكنة كقراءة بعضهم غير معجزي الله بنصب الله. وقراءة بعضهم: "إنكم لذائقوا العذابَ" [الصافات: ٣٨] بنصب العذاب وهو أكثر من حذفها لا قبل لام ساكنة كقراءة الحسن: "وما هم بضارين به من أحد" [البقرة: ١٠٢] كذا في التسهيل وشرحه للدماميني. وفي المغني يحذف النونان لشبه الإضافة نحو لا غلامي لزيد ولا مكرمي لعمرو. وإذا قدر الجار والمجرور صفة والخبر محذوفًا وسيأتي بسط إعرابهما في باب لا. قوله: "فافتح" أي ضامًا ما قبل الواو ولو تقديرًا في نحو: {وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْن} [آل عمران: ١٣٩] إذ أصله الأعلوون وكاسرًا ما قبل الياء ولو تقديرًا في نحو: {وَإِنَّهُمْ عِنْدَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْن} [ص: ٤٧] إذ أصله المصطفوين. قوله: "من ثقل الجمع" من تعليلية متعلقة بطلبا. قوله: "وفرقا" أي وزيادة فرق إذ أصل الفرق حاصل في نحو المصطفين بحذف ألف الجمع وقلب ألف المثنى ياء وفي غيره بحركة ما قبل الياء. قوله: "وقل من بكسره نطق" أي مع الياء. قال في التصريح ولم تكسر النون بعد الواو في نثر ولا شعر لعدم التجانس. قوله: "لغة" أي لا ضرورة كما قيل به. قوله: "وجزم به" أي بكونه لغة وهذا هو الراجح. قوله: "زعانف" جمع زعنفة بكسر الزاي والنون وهو القصير وأراد بهم الأدعياء الذين ليس أصلهم واحدًا. قوله: "حد الأربعين" استشهد به هنا على أن كسر نون والملحق به لغة لبعض من يعربهما بالحروف وسابقًا على أن إعرابه بالحركة على النون لغة نظرًا إلى أن كلا محتمل ويرد عليه أن الشاهد لا يكفي فيه الاحتمال كما صرحوا به وإن زعم البعض خلافه ويمكن أن يجعل مثالًا. قوله: "وهو اثنان واثنتان وثنتان" الحصر بالنسبة لما ذكره المصنف من الملحقات


٢٦- البيت من الوافر، وهو لجرير في ديوانه ص٤٢٩، والاشتقاق ص٥٣٨؛ وتخليص الشواهد ص٧٢؛ وتذكرة النحاة ص٤٨٠؛ وخزانة الأدب ٨/ ٩٥٦؛ والدرر ١/ ١٤٠؛ والمقاصد النحوية ١/ ١٨٧؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك ١/ ٦٧؛ وشرح ابن عقيل ص٤٠.
٢٧- راجع التخريج رقم ٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>