ولم يغز ولم يرم. فالرفع نصب المفعولية، لأنو، وفيهما متعلق به، وأحذف عطف على انو، وفي كل منهما ضمير مستتر وهو فاعله، وجاز ما حال من فاعل احذف، وثلاثهن مفعول به إما لا حذف والضمير في ثلاثهن لأحرف العلة الثلاثة، ومعمول الحال محذوف وهي الأفعال الثلاثة المعتلة والتقدير احذف أحرف العلة ثلاثهن حال كونك جازمًا الأفعال الثلاثة المذكورة، أو يكون معمولًا للحال والضمير للأفغال ومعمول الفعل محذوف وهو الأحرف الثلاثة. والتقدير احذف أحرف العلة حال كونك جازمًا الأفعال ثلاثهن. وتقض مجزوم جواب احذف، وحكمًا مفعول به إن كان تقض بمعنى تؤد ومفعول مطلق إن كان بمعنى تحكم.
خاتمة: قد ثبت حرف العلة مع الجازم في قوله:
٤٠- وتضحك مني شيخة عبشمية ... كأن لم ترى قبلي أسيرًا يمانيا
ــ
قوله:"أو يكون معمولًا للحال" لو قال أو للحال لكان أخصر وأنسب بالعطف على قوله إما لا حذف. قوله:"إن كان تقض بمعنى إلخ" والحكم على هذا بمعنى المحكوم به. واعلم أنه لا ينحصر تقدير الإعراب في الاسم المعتل والفعل إذ منه في الاسم ما سكن آخره للإدغام نحو:{وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ}[البقرة: ٢٥١] بإدغام الدال في الجيم أو للوقف أو للتخفيف والمحكي نحو من زيدًا لمن قال: ضربت زيدًا ومنه ما جعل علمًا من المركب الإسنادي على مختار السيد وسيأتي في العلم والمشتغل آخره بحركة الاتباع والمضاف لياء المتكلم لفظًا أو تقديرًا وكالياء بدلها نحو يا غلامًا ويا أبتا ويا أمتا ومنه في الفعل ما سكن للإدغام نحو زيد يضرب بكرًا أو للوقف أو للتخفيف نحو يأمركم بسكون الراء ولا يختص ذلك بالشعر بل يجوز في النثر على الصحيح وما حرك لالتقاء الساكنين: كـ {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا}[البينة: ١] وما أدغم في آخره كلم يشد وما حرك من القوافي في نحو:
وأنك مهما تأمري القلب يفعل
وكما تقدر الحركات تقدر الحروف كما في الأسماء الستة أو المثنى أو الجمع إذا أضيف إلى كلمة أولها ساكن. قوله:"قد ثبت حرف العلة" أي وجد وليس المراد خصوص حرف العلة الموجود قبل دخول الجازم الذي هو لام الكلمة بل الأعم منه ومن المزيد للإشباع فظهر قول الشارح بعد فقيل: ضرورة وقيل: بل حذف إلخ أي فقيل: حرف العلة الموجود هو الأصلي وثبت مع الجازم للضرورة وقيل: ليس هو الأصلي بل الأصلي حذف ثم أشبعت الفتحة إلخ فلا حاجة إلى ما تكلفه البعض. هذا وفي الهمع أن ثبوت حرف العلة مع الجازم لغة فيكون أهل هذه اللغة قد اكتفوا عند دخول الجازم بحذف الحركة المقدرة. قوله:"في قوله وتضحك إلخ" وأما قراءة
٤٠- البيت من الطويل، وهو لعبد يغوث بن وقاص الحارثي في الأغاني ١٦/ ٢٥٨؛ وخزانة الأدب ٢/ ١٩٦، ٢٠٢؛ وسر صناعة الإعراب ١/ ٧٦؛ وشرح اختيارات المفصل ص٧٦٨؛ وشرح شواهد الإيضاح ص ٤١٤؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٦٧٥؛ ولسان العرب ٣/ ٥١٧ "هذذ"، ٥/ ٧٥ "قدر" ٦/ ١١٥ "شمس"؛ ومغني اللبيب ١/ ٢٧٧؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٢/ ١٥؛ وشرح المفصل ٥/ ٧٩، ١٠/ ١٠٧؛ والمحتسب ١/ ٦٩.