للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

قدم لأوهم إرادة مسماه الأول وذلك مأمون بتأخيره. وقد ندر تقديمه في قوله:

٦٥- أنا ابن مزيقيا عمرو وجدي ... أبوه منذر ماء السماء

وقوله:

٦٦- بأن ذا الكلب عمرا خيرهم حسبًا ... ببطن شريان يعوي حوله الذيب

تنبيه: لا ترتيب بين الكنية وغيرها فمن تقديمها على الاسم قوله:

٦٧- أقسم بالله أبو حفص عمر ... ما مسها من نقب ولا دبر

ــ

ضاعت فائدة الاسم لأنه يفيد فائدة الاسم وزيادة ولأنه يشبه الصفة وهي متأخرة عن الموصوف وقوله: في الأغلب احتراز عن نحو زين العابدين. قوله: "فلو قدم لأوهم" يؤخذ منه أنه إذا انتفى ذلك الإيهام لاشتهار المسمى باللقب جاز تقديمه وهو كذلك كما في قوله تعالى: {إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَم} [النساء: ١٧١] ، أفاده يس. قوله: "أنا ابن إلخ" الشاهد في مزيقيًا حيث قدم اللقب على الاسم. وقصر مزيقيًا للضرورة كما قاله الروداني. وإنما لقب به لأنه كان يلبس كل يوم حلتين فإذا أمسى مزقهما كراهة أن يلبسهما ثانيًا وأن يلبسهما غيره. وعمرو هذا من أجداد أوس ابن الصامت قائل هذا البيت أخي عبادة بن الصامت. وقوله: وجدي أي من جهة الأم. وإنما لقب منذر بماء السماء لحسن وجهه وقيل: هو في الأصل لقب أمه ثم استعمل فيه. ومراد الشاعر أنه نسيب الطرفين. قوله: "بأن ذا الكلب" أي صاحب الكلب والباء متعلقة بأبلغ في البيت قبله وهو:

أبلغ هذيلًا وأبلغ من يبلغها ... عني حديثًا وبعض القول تكذيب

قالتهما أخت عمرو المذكور من قصيدة ترثيه بها أولها:

كل امرئ بمحال الدهر مكروب ... وكل من غالب الأيام مغلوب

وقوله ببطن شريان بكسر الشين المعجمة وفتحها اسم موضع دفن فيه عمرو. والشريان شجر يتخذ منه القسي، وببطن خبر أن إذا نصب خبر على النعتية لعمرو وخبر ثان إذا رفع على الخبرية لأن. قوله: "وغيرها" أي اسمًا أو لقبًا كما سيذكره. قوله: "أقسم بالله أبو حفص عمر إلخ" بعده:


٦٥- البيت من الوافر، وهو لأوس بن الصامت في شرح التصريح ١/ ١٢١؛ والمقاصد النحوية ١/ ٣٩١؛ ولبعض الأنصار في خزانة الأدب ٤/ ٣٦٥؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك ١/ ١٢٧؛ وتخليص الشواهد ص١١٨؛ ولسان العرب ١٠/ ٣٤٣ "مزق"، ١٣/ ٥٤٥ "موه" ١٥/ ٢٠٨ "قوا".
٦٦- البيت من البسيط، وهو لجندب أخت عمرو ذي كلب في تخليص الشواهد ص١١٨؛ والدرر ١/ ٢٢٥؛ ولسان العرب ١٤/ ٤٣١ "شري"؛ ومعجم ما استعجم ص٧٣٩؛ والمقاصد النحوية ١/ ٣٩٥؛ وبلا نسبة في شرح ابن عقيل ص٦٦؛ وهمع الهوامع ١/ ٧١.
٦٧- الرجز لرؤبة في شرح المفصل ٣/ ٧١؛ وليس في ديوانه، ولا يمكن أن رؤبة هو قائله، ذلك أنه رؤبة غير معدود من التابعين، وليس هو من هذه الطبقة، وقد مات سنة ١٤٥هـ؛ وهو لعبد الله بن كيسبة أو لأعرابي في خزانة الأدب ٥/ ١٥٤، ١٥٦، ولأعرابي في شرح التصريح ١/ ١٢١؛ والمقاصد النحوية ٤/ ١١٥؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك ١/ ١٢٨، وشرح شذور الذهب ص٥٦١؛ وشرح ابن عقيل ص٤٨٩؛ ولسان العرب ١/ ٧٦٦ "نقب"، ٥/ ٤٨ "فجر"؛ ومعاهد التنصيص ١/ ٢٧٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>