للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

والمعرفة مختصة بالاسم. واستدل على حرفيتها بأن العامل يتخطاها نحو مررت بالضارب، فالمجرور ضارب ولا موضع لأل؟ ولو كانت اسمًا لكان لها موضع من الإعراب. قال الشلوبين: الدليل على أن الألف واللام حرف قولك: جاء القائم، فلو كانت اسمًا لكان فاعلًا واستحق قائم البناء لأنه على هذا التقدير مهمل لأنه صلة والصلة لا يسلط عليها عامل الموصول. وأجاب في شرح التسهيل بأن مقتضى الدليل أن يظهر عمل عامل الموصول في آخر الصلة لأن نسبتها منه نسبة عجز المركب منه، لكن منع من ذلك كون الصلة جملة والجمل لا تتأثر بالعوامل، فلما كانت صلة الألف واللام في اللفظ غير جملة جيء بها على مقتضى الدليل لعدم المانع. ا. هـ. ويلزم في ضمير أل اعتبار المعنى نحو الضارب والضاربة والضاربين والضاربات, وأما ذو فإنها للعاقل وغيره قال الشاعر:

٩٦- ذاك خليلي وذو يواصلني ... يرمي ورائي بامسهم وامسلمة

ــ

حرفيتها" أي في القولين الأخيرين. قوله: "لكان لها موضع من الإعراب" أي واستحق مدخولها عدم الإعراب لكون العامل أخذ مقتضاه كما يؤخذ مما بعده. قوله: "قال الشلوبين" تقوية وإيضاح لما قبله. قوله: "واستحق قائم البناء" يعني عدم الإعراب بدليل ما بعده. قوله: "مهمل" أي لا يتسلط عليه عامل.

قوله: "ولا يتسلط عليها عامل الموصول" أي لأخذه مقتضاه من العمل في الموصول. قوله: "وأجاب" أي الناظم وقوله: بأن مقتضى الدليل أي القياس على جعل الإعراب على عجز المركب المزجي الشبيه بمجموع الموصولة وصلته أخذًا مما يأتي. قال الروداني: وإنما لم يمنع مجموع أل وصلتها من الصرف مع أنه شبيه بالمزجي لعدم العلمية. ا. هـ. وبحث الدماميني في الجواب بما حاصله الفرق بين الموصول والمركب المزجي بأن المقصود الموصول وإنما جيء بالصلة لتوضيحه فحق الإعراب أن يدور عليه بخلاف المركب المزجي، والدليل على ذلك ظهور الإعراب في أيّ الموصولة واللذين واللتين على القول بإعرابهما والذين واللائين على لغة، وأجاب الرضي عن الدليل بأن أل لما كانت على صورة الحرف نقل إعرابها إلى صلتها عارية كما في لا التي بمعنى غير. قوله: "لأن نسبتها منه نسبة عجز المركب منه" ولهذا لا يتبع الموصول ولا يخبر عنه ولا يستثنى منه قبل تمام الصلة. قوله: "ويلزم في ضمير أل إلخ" أي لخفاء موصوليتها وجوز أبو حيان مراعاة اللفظ إذا لم يقع خبرًا أو نعتًا نحو جاء الضارب. قوله: "وذو يواصلني"


٩٦- البيت من المنسرح، وهو لبجير بن غنمة في الدرر ١/ ٤٤٦؛ وشرح شواهد الشافية ص٤٥١، ٤٥٢؛ وشرح شواهد المغني ١/ ١٥٩؛ ولسان العرب ١٢/ ١٩٢ "خندم"، ٢٩٧ "سلم" ١٥٥/ ٤٥٩ "ذو"؛ والمؤتلف والمختلف ص٥٩؛ والمقاصد النحوية ١/ ٤٦٤؛ وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص١٤٣؛ والجني الداني ص١٤٠؛ وشرح عمدة الحافظ ص١٢١؛ وشرح قطر الندى ص١١٤؛ وشرح المفصل ٩/ ١٧، ٢٠؛ ولسان العرب ١٢/ ٣٦ "أمم"؛ ومغني اللبيب ١/ ٤٨؛ وهمع الهوامع ١/ ٧٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>