للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

حَفِيظٌ} [ق: ٤] فقد بان أن منعه عند الجمهور ليس لعدم المسوغ بل لعدم شرط الاكتفاء بمرفوعه وهو الاعتماد. الثامن أن يكون وقوع ذلك للنكرة من خوارق العادة نحو بقرة تكلمت. التاسع أن تقع في أول الجملة الحالية ذات الواو وذات الضمير كقوله:

١٥١- صرينا ونجم قد أضاء فمذ بدا ... محياك أخفى ضوءه كل شارق

وكقوله:

١٥٢- الذئب يطرقها في الدهر واحدة ... وكل يوم تراني مدية بيدي

العاشر أن تقع إذا المفاجأة نحو خرجت فإذا أسد بالباب. وقوله:

ــ

معنى العامل لمعنى الجملة الحالية ولا مفاجأة الأسد مثلًا عند الخروج وبه يتضح التعليل الأول. قوله: "محياك" أي وجهك وقوله: كل شارق أي كل كوكب طالع من شرق يشرق شروقًا كطلع يطلع طلوعًا لفظًا ومعنى. قوله: "الذئب يطرقها إلخ" قبله:

تركت ضأني تود الذئب راعيها ... وأنها لا تراني آخر الأبد

والشاهد في قوله مدية بيدي فإنها جملة حالية من ياء المتكلم مبتدؤها نكرة والرابط الضمير في بيدي وروي نصب مدية على أنه مفعول لحال محذوفة أي ممسكًا كما في المغني أو على أنه بدل اشتمال من الياء كما ارتضاه الدماميني وناقشه الشمني بأن بدل الاشتمال ما اشتمل المبدل منه عليه من حيث إشعاره به إجمالًا وتقاضيه له بوجه ما، وليست المدية مع ضمير المتكلم كذلك. والطروق والطرق المجيء ليلًا، وضمير يطرقها بضم الراء كما في المصباح وغيره للضأن. وقوله: واحدة أي مرة واحدة والمدية السكين وتفرقة الشاعر بينه وبين الذئب بما ذكره بقوله الذئب يطرقها إلخ غير ظاهرة فتأمل. قوله: "حسبتك في الوغى إلخ" الوغى الحرب، وبردى تثنية برد على ما قاله البعض، وضبطه شيخنا السيد بفتحات على وزن جمزي قال: وهو البحر وجبل بالحجاز، والخور بفتح الخاء المعجمة والواو الجبن، وهو مبتدأ خبره الظرف بعده، وسحقًا بضم السين كما في القاموس أي بعدًا.


١٥١- البيت من الطويل، وهو بلا نسبة في الأشباه والنظائر ٣/ ٩٨؛ وتخليص الشواهد ص١٩٣؛ والدرر ٢/ ٢٣؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٨٦٣؛ وشرح ابن عقيل ص١١٤؛ ومغني اللبيب؛ والمقاصد النحوية ١/ ٥٤٦؛ وهمع الهوامع ١/ ١٠١٤.
١٥٢- البيت من البسيط، وهو للحماسي في تخليص الشواهد ص١٩٦؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٣/ ٩٨؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص١٥٧٠، وشرح شواهد المغني ٢/ ٨٦٤؛ ومغني اللبيب ٢/ ٤٧١.

<<  <  ج: ص:  >  >>