للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومن مضارع لكان منجزم ... تحذف نونه وهو حذف ما التزم

ــ

تفعل غيره، فما عوض عن كان، ولا نافية للخبر ومنه قوله:

٢١٦- أمرعت الأرض لو أن ما لا ... لو أن نوقا لك أو جمالًا

أو ثلة من غنم إما لا

التقدير إن كنت لا تجدين غيرها "ومن مضارع لكان" ناقصة كانت أو تامة "منجزم" بالسكون لم يتصل به ضمير نصب وقد وليه متحرك "تحذف نون" هي لام الفعل تخفيفًا "وهو حذف" جائزة "ما التزم" نحو: {وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً} [النساء: ٤٠] ، في القراءتين بخلاف نحو: {مَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ} [القصص: ٣٧] ، {وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاء} [يونس: ٧٨] ، {وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِين} [يوسف: ٩] ، "إن يكنه فلن تسلط عليه" {لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ} [النساء: ١٦٨] ، وخالف في هذا أخيرًا يونس فأجاز الحذف حينئذ تمسكًا بقوله:

٢١٧- فإن لم تك المرآة أبدت وسامة ... فقد أبدت المرآة جبهة ضيغم

ــ

قوله: "حذفت كان" أي وجوبًا وقوله مع معموليها جعله المصنف من حذفها مع اسمها فقط لأن لا من الخبر فكأنه لم يحذف بعضه. قوله: "بعد إن في قولهم إلخ" نقل في التصريح عن الكوفيين جواز حذف الثلاثة بلا عوض فإذا قيل لك لا تأت الأمير فإنه جائر جاز أن تقول أنا آتيه وإن ومنه قالت وإنن. قوله: "فما عوض عن كان" قضيته أنها ليست عوضًا عن اسمها وخبرها أيضًا فيكونان حذفًا بلا تعويض. قوله: "ولا نافية للخبر" الظاهر أن لا جزء من الخبر أي وجواب الشرط محذوف لدلالة ما قبله عليه. هذا. وجعل اللقاني ما زائدة لتأكيد إن الشرطية من غير تقدير لكان كما في: {فَإِمَّا تَرَيِن} [مريم: ٢٦] ، ولا داخلة على فعل الشرط واستحسن هذا غير واحد لأنه أقل تكلفًا وضعفه الروداني بأن ما لا تزاد قبل الشرط المنفي بلا وبأن الجواب لا يحذف إلا إن كان الشرط ماضيًا لفظًا أو معنى والشرط على زعمه مستقبل وجواب الشرط على كل محذوف لدلالة افعل قبله عليه، والتقدير فافعل هذا. قوله: "أمرعت" أي أخصبت والثلة بضم المثلثة وقد تفتح القطعة من الشيء والظاهر أن لو في الموضعين للتمني كما في: {لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّة} [البقرة: ١٦٧] ، وخبر أن في الموضع الأول محذوف تقديره لك. قوله: "ومن مضارع إلخ" متعلق بتحذف. والحاصل أن نون مضارع كان تحذف بخمسة شروط ذكر المصنف والشارح منها أربعة والخامس أن يكون وصلًا لا وقفًا. قوله: "تحذف نون" أي لكثرة الاستعمال وشبهها بحروف العلة. قوله: "في القراءتين" أي قراءة الرفع على التمام والنصب على النقصان.


٢١٦- الرجز بلا نسبة في تخليص الشواهد ص٣٨١؛ والدرر ٢/ ٩٤؛ وهمع الهوامع ١/ ١٢٢.
٢١٧- البيت من الطويل، هو للخنجر بن صخر الأسدي في خزانة الأدب ٩/ ٣٠٤، والدرر ٢/ ٩٦؛ وسر صناعة الإعراب ٢/ ٥٤٢؛ وشرح التصريح ١/ ١٩٦؛ ولسان العرب ١٣/ ٣٦٤ "كون" والمقاصد النحوية ٢/ ٦٣؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك ١/ ٢٦٩؛ وتخليص الشواهد ص٢٦٨؛ ولسان العرب ١/ ١٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>