للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كأنشا الساشق يحدو وطفق ... كذا جعلت وأخذت وعلق

ــ

والكثير التجرد ولم يذكر سيبويه غيره. ومنه قوله:

٢٥٣- كرب القلب من جواه يذوب ... حين قال الوشاه هند غضوب

"وترك أن مع ذي الشروع وجبا" لما بينهما من المنافاة لأن أفعال الشروع للحال وأن للاستقبال "كأنشا السائق يحدو وطفق" زيد يعدو بكسر الفاء وفتحها، وطبق بالباء أيضًا و"كذا جعلت" أتكلم "وأخذت" أقرأ "وعلق" زيد يسمع. ومنه قوله:

٢٥٤- أراك علقت تظلم من أجرنا ... وظلم الجار إذلال المجير

تنبيهات: الأول عد الناظم في غير هذا الكتاب من أفعال الشروع هب وقام، نحو هب زيد يفعل، وقام بكر ينشد. الثاني إذا دل دليل على خبر هذا الباب جاز حذفه ومنه

ــ

مدحت عروقًا للندى مصت الثرى

قيل المقصود بالعروق جماعة أراد الشاعر هجوهم بأنهم حديثون في الغنى والعطاء وأن أصلهم الفاقة وعدم العطاء قاله العيني في شواهده الكبرى، وهو يفيد أن العروق بضم العين جمع عرق ويؤيده الجمع في قوله أعناقها فتفسير البعض العروق في البيت بالفرس الخفيفة لحم اللحيين بانيًا ذلك على أنها بفتح العين ليس في محله. والأحلام العقول والسجل بالفتح قال في القاموس الدلو العظيمة مملوءة. ا. هـ. ونقل شيخنا عن الشارح في شرحه للتوضيح أنه الدلو التي فيها ماء قل أو جلّ. وتقطعًا أصله تتقطع. قوله: "من جواه" أي شدة وجده. قوله: "وترك أن إلخ" تحصل من كلام المصنف أن خبر أفعال هذا الباب بالنسبة إلى اقترانه بأن وتجرده منها أربعة أقسام ما يجب اقترانه وهو حرى واخلولق وما يجب تجرده وهو أفعال الشروع وما يغلب اقترانه وهو عسى وأوشك وما يغلب تجرده وهو كاد وكرب.

قوله: "وطبق بالياء" أي المكسورة كما في التصريح. قوله: "هب وقام" أقول يجب أن يعد منها شرع في نحو شرع زيد يأكل. قوله: "ينشد" إما مضارع الثلاثي نشد الضالة ينشدها من باب نصر أو مضارع الرباعي أنشد الشعر. قوله: "على خبر هذا الباب" أي بخلاف باب كان


٢٥٣- البيت من الخفيف، وهو لكحلبة اليربوعي أو لرجل من طيئ في الدرر ٢/ ١٤١؛ وشرح التصريح ١/ ٢٠٧؛ والمقاصد النحوية ٢/ ١٨٩؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك ١/ ٣١٤؛ وتخليص الشواهد ص٣٣٠؛ وشرح شذور الذهب ص٣٥٣؛ ورح ابن عقيل ص١٦٩؛ وشرح عمدة الحافظ ٨١٤؛ وهمع الهوامع ١/ ١٣٠.
٢٥٤- البيت من الوافر، وهو بلا نسبة في الدرر ٢/ ١٣٤؛ وشرح شذور الذهب ص٣٥٧؛ وشرح عمدة الحافظ ص٨١٠؛ وهمع الهوامع ١/ ١٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>