أصلها لكن أن فطرحت الهمزة للتخفيف ونون لكن للساكنين. كقوله:
٢٦٩- ولست بآتيه ولا أستطعه ... ولاك اسقني إن كان ماؤك ذا فضل
وقال الكوفيون: مركبة من لا وإن الكاف الزائدة لا التشبيهية وحذفت الهمزة تخفيفًا.
ومعنى ليت التمني في الممكن والمستحيل لا في الواجب فلا يقال: ليت غدًا يجيء. وأما قوله تعالى:{فَتَمَنَّوُا الْمَوْت}[البقرة: ٩٤، الجمعة: ٦] مع أنه واجب فالمراد تمنيه قبل وقته وهو الأكثر. ولعل الترجي في المحبوب نحو:{لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا}[الطلاق: ١] ، والإشفاق في المكروه نحو:{فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ}[هود: ١٢] ، وقد اقتصر على هذين في شرح الكافية وزاد في التسهيل أنها تكون للتعليل والاستفهام فالتعليل نحو:{فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ}[طه: ٤٤] والاستفهام نحو: {وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّه
ــ
عدم المجيء معلوم من لو. قوله:"لكن أن" بفتح الهمزة كما في الهمع وسم. قوله:"ونون لكن للساكنين إلخ" أنشد البيت ليدفع بما دل عليه من عهد حذف نون لكن للساكنين ما يقال هلا كان المحذوف النون الأولى من أن لأن الضرر حصل بها ويدفع أيضًا بلزوم الاجحاف حينئذٍ فافهم.
قوله:"ولست بآتيه إلخ" هذا حكاية لكلام ذئب دعاه المخاطب ليرافقه ويؤاخيه. فقوله: ولست بآبيه أي ما دعوتني إليه والفضل الزيادة. قوله:"من لا وإن" أي المكسورة الهمزة كما هو صريح كلام يس وشخينا السيد. قوله:"والكاف الزائدة" أي المفتوحة أصالة لكن كسرت اتباعًا للهمزة كما قاله يس وقال شيخنا السيد: كسرتها كسرة نقل من الهمزة. قوله:"لا التشبيهية" لأن المعنى على الاستدراك لا التشبيه. قوله:"وحذفت الهمزة" أي بعد نقل حركتها إلى الكاف على ما قاله شيخنا السيد وقد مر. قوله:"وليت" ويقال لت بإبدال الياء تاء وإدغامها في التاء. همع. قوله:"في الممكن" أي غير المتوقع أي المنتظر وقوعه بخلاف الممكن في الترجي فمنتظر وقوعه. قوله:"وهو الأكثر" أي التمني في المستحيل. قوله:"والإشفاق" وهو توقع المخوف. قوله:"فلعلك تارك إلخ" أورد أن ترك بعض ما يوحى إليه غير ممكن لعصمته. وأجيب بأن المراد بالممكن في قوله وتختص لعل بالممكن الممكن عقلًا وإن استحال عادة أو شرعًا كذا في حاشية البعض. وفيه نظر لأن ترك النبي بعض ما يوحى إليه مستحيل عقلًا لأن دليل استحالته
٢٦٩- البيت من الطويل، وهو للنجاشي الحارثي في ديوانه ص١١١، والأزهية ص٢٩٦؛ وخزانة الأدب ١٠/ ٤١٨، ٤١٩، وشرح أبيات سيبويه ١/ ١٩٥؛ وشرح التصريح ١/ ١٩٦؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٧٠١؛ والكتاب ١/ ٢٧؛ والمنصف ٢/ ٢٢٩؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٢/ ١٣٢، ٢٦١؛ والإنصاف ٢/ ٦٨٤؛ وأوضح المسالك ١/ ٦٧١؛ وتخليص الشواهد ص٢٦٩؛ والجني الداني ص٥٩٢؛ وخزانة الأدب ٥/ ٢٦٥؛ ورصف المباني ص٢٧٧، ٣٦٠؛ وسر صناعة الأعراب ٢/ ٤٤٠؛ وشرح المفصل ٩/ ١٤٢؛ واللامات ص١٥٩؛ ولسان العرب ١٣/ ٣٩١ "لكن"؛ ومغني اللبيب ١/ ٢٩١؛ وهمع الهوامع ٢/ ١٥٦.