للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مرفوعًا أو منصوبًا أو مركبًا ... وإن رفعت أولا لا تنصبا

ــ

وذهب المبرد إلى أنهما معربان. وأما السلامة لمؤنث فيبنى على ما ينصب به وهو الكسر، ويجوز أيضًا فتحه، وأوجبه ابن عصفور، وقال الناظم: الفتح أولى وقد روي بالوجهين قوله:

٣٠٩- إن الشباب الذي مجد عواقبه ... فيه تلذ ولا لذات للشيب

وقوله:

٣١٠- لا سابغات ولا جأواء باسلة ... تقي المنون لدى استيفاء آجال

"والثان" وهو المعطوف مع تكرر لا كقوة من لا حول ولا قوة إلا بالله "اجعلا مرفوعًا" كقوله:

٣١١- لا أم إن كان ذاك ولا أب

ــ

أن ولها إلخ جملة وقعت صفة للنكرة وتوسط الواو لتأكيد لصوق الصفة بالموصوف وتابعه على ذلك أبو البقاء وهو عند غيرهما حال.

قوله: "وذهب المبرد إلى أنهما معربان" لبعدهما بالتثنية والجمع عن مشابهة الحرف ولو صح هذا لأعرب يا زيدان ويا زيدون ولا قائل به قاله الشارح في شرحه على التوضيح ومثله في التصريح وتظهر ثمرة الخلاف في نحو لا بنين كراما لكم فعنده لا يجوز بناء الصفة على الفتح وعند الجمهور يجوز. قوله: "وهو الكسر" أي بلا تنوين لأن تنوينه وإن كان للمقابلة لا للتمكن مشبه لتنوين التمكن وجوز بعضهم تنوينه قياسا لا سماعا نظرا إلى أن التنوين للمقابلة وهو منقوض بنحو يا مسلمات بلا تنوين قاله الرضى. قوله: "وقد روي بالوجهين" ثبوتهما عن العرب يبطل تعيين أحدهما. قوله: "للشيب" بفتح الشين على ما يتبادر من صنيع العيني فهو على حذف مضاف أي لذي الشيب، وضبطه الشارح على الأوضح بالكسر جمع أشيب وهو أنسب ببقية القوافي. قوله: "لا سابغات" أي دروعا سابغات أي واسعة. والجأواء كحمراء فاؤها جيم وعينها همزة الجماعة التي يعلوها الجأو أي السواد لكثرة الدروع. وباسلة نعت لجأواء من البسالة وهي الشجاعة. قوله: "والثاني" مفعول أول لا جعل لكن سكن الياء ضرورة وحذفها للساكنين. قوله:


٣٠٩- البيت من البسيط، وهو لسلامة بن جندل في ديوانه ص٩١؛ وتخليص الشواهد ص٤٠٠، وخزانة الأدب ٤/ ٢٧ والدرر ٢/ ٢٢٤؛ وشرح التصريح ١/ ٢٢٨؛ والشعر والشعراء ص٢٧٨؛ والمقاصد النحوية ٢/ ٣٢٦؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك ٢/ ٩؛ وشرح شذور الذهب ص١١١؛ وشرح ابن عقيل ص٢٠١؛ وهمع الهوامع ١/ ١٤٦.
٣١٠- البيت من البسيط وهو في تخليص الشواهد ص٣٩٦؛ والدرر ٢/ ٢٢٦؛ وشرح قطر الندى ص١٦٧، وهمع الهوامع ١/ ١٤٦.
٣١١- صدره:
هذا العمر كم الصغار بعينه
=

<<  <  ج: ص:  >  >>