وإن تلا السابق ما بالابتدا ... يختص بالرفع التزمه أبدا
ــ
في رواية منفس بالرفع. وقوله:
٤٠٦- فإن أنت لم ينفعك علمك فانتسب ... لعلك تهديك القرون الأوائل
التقدير إن هلك منفس أهلكته، وإن لم تنتفع بعلمك لم ينفعك علمك.
تنبيه: لا يقع الاشتغال بعد أدوات الشرط والاستفهام إلا في الشعر. وأما في الكلام فلا يليهما إلا صريح الفعل إلا إذا كانت أداة الشرط إذا مطلقًا أو إن والفعل ماض فيقع في الكلام فتسوية الناظم بين أن وحيثما مردودة "وإن تلا" الاسم "السابق ما بالابتدا يختص"
ــ
عيني. قوله:"فإن أنت إلخ" أي إن لم تتعظ بعلمك بموت صاحب لك فانتسب إلى أجدادك لتجدهم ماتوا جميعا فتقيس نفسك عليهم فتتعظ فلعل تعليلية أفاده السيوطي في شرح شواهد المغني. قوله:"وإن لم تنتفع بعلمك" أي فلما حذف الفعل برز الضمير وانفصل. قوله:"لا يقع الاشتغال إلخ" قال الروداني أي لا يقع وقوعا حسنا لأنه يقع بعدهما في النثر أيضا لكنه قبيح. قوله:"والاستفهام" أي غير الهمزة بقرينة ما تقدم إذ الاشتغال بعدها جائز نظما ونثرا. وسكت الشارح عن أدوات التخصيص مع أنها كأدوات الشرط والاستفهام لا تدخل في النثر إلا على الفعل الصريح فكان الأولى ذكرها. قوله:"وأما في الكلام" أي النثر وقوله فلا يليهما إلا صريح الفعل أي في باب الاشتغال كما فرضه الشارح فلا ينافي إيلائها الاسم اتفاقا إذا لم تر الفعل في حيزها نحو أين زيد. ويستثنى من كلامه أما فإن الاسم يليها ولو كان في حيزها فعل نحو:{وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ}[فصلت: ١٧] ، بنصب ثمود على الاشتغال بمقدر بعده أي وأما ثمود فهدينا هديناهم أو هو جار على القول بأنها ليست أداة شرط كما نقل عن أبي حيان أفاده سم ويس. قوله:"إلا إذا كانت أداة الشرط إذا" أي لأنها لا تجزم قال الروداني مثل إذا في ذلك كل شرط لا يحزم كلو نحو: "لو ذات سواء لطمتني" لو غيرك قالها يا أبا عبيدة. قوله:"مطلقا" أي سوار كان الفعل ماضيا أو مضارعا. قوله:"أو إن" لأنها أم أدوات الشرط وهم يتوسعون في الأمهات.
قوله:"والفعل ماض" أي لفظا نحو إن زيدا لقيته فأكرمه أو معنى نحو إن زيد لم تلقه فانتظره، والفرق أنها لما جزمت المضارع لفظا قوي طلبها فلا يليها غيره بخلاف الماضي فإنها لم تجزمه لفظا إما لكونه ماضيا عرفا أو مضارعا مجزوما بغيرها فضعف طلبها له فيليها غيره ظاهرا قاله المصرح. قوله:"فتسوية الناظم إلخ" أجيب بأن التسوية بينهما في وجوب النصب وفي مطلق الاختصاص بالفعل وإن كان أحدهما أقوى من الآخر وعبارة الناظم لا تقتضي غير
٤٠٦- البيت من الطويل، وهو للبيد بن ربيعة في ديوانه ص٢٥٥؛ وخزانة الأدب ٣/ ٣٤؛ والدرر ١/ ٢٠٠؛ وشرح التصريح ١/ ١٠٥؛ وشرح شواهد المغني ١/ ١٥١؛ والمعاني الكبير ص١٢١١؛ والمقاصد النحوية ١/ ٨، ٢٩١؛ وهمع الهوامع ٢/ ١١٤؛ وبلا نسبة في شرح التصريح ١/ ١٠٥؛ وهمع الهوامع ١/ ٦٣.