٥٦٨- شربن بماء البحر ثم ترفعت ... متى لجج خضر لهن نئيج
الحادي عشر المجاوزة كعن نحو:{فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا}[الفرقان: ٥٩] ، بدليل {يَسْأَلُونَ عَنْ أَنْبَائِكُمْ}[الأحزاب: ٢٠] ، وإلى هذه الثلاثة الإشارة بقوله:
ــ
قوله:"العاشر التبعيض" اختلف في الباء من قوله تعالى: {وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ}[المائدة: ٦] ، فنقل صاحب الكشاف عن مالك أنها زائدة، فيجب مسح كل الرأس قال: وهو وإن كان عملًا بالمجاز لكنه أحوط، وقال بعض أتباعه: هي للإلصاق، فيجب أيضًا الاستيعاب إذ المعنى ألصقوا المسح بالرأس، وهو اسم لكله لا لبعضه وقال بعض من لم يوجب الاستيعاب كإمامنا الشافعي هي للتبعيض نحو:{عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ}[الإنسان: ٦] ، لما في صحيح مسلم من أنه صلى الله عليه وسلّم مسح بناصيته، وعلى عمامته، وما في سنن أبي داود وغيرها من أنه صلى الله عليه وسلّم مسح مقدم رأسه بدون ذكر مسح على العمامة، كما في فتح الباري، وقال بعضهم: للاستعانة نحو كتبت بالقلم لكن مسح يتعدى لمفعول بنفسه، وهو المزال عنه والآخر بالباء، وهو المزيل فحذف الأول، والأصل وامسحوا أيديكم برءوسكم، فلم يقع المسح المأمور به على الرأس حتى يجب استيعابه بل على اليد، وجعل الرأس آلة، فاستفادة التبعيض على هذا ليس من كون الباء موضوعة له، بل من كون مدخولها آلة لمسح اليد دماميني ملخصًا. قوله:"نحو عينًا إلخ"، وقيل: ضمن يشرب معنى يروى. وقال الزمخشري: المعنى يشرب بها الخمر كما تقول: شربت الماء بالعسل فجعلها للمصاحبة. قوله:"المجاوزة" قال بعضهم: يختص هذا المعنى بالسؤال، وقيل: لا يختص بدليل قوله تعالى: {يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ}[الحديد: ١٢] ، {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ}[الفرقان: ٢٥] ، وأنكر البصريون مجيء الباء للمجاوزة، وحملوها مع السؤال على السببية، ورد بأن الكلام حينئذٍ لا يفيد أن المجرور هو المسؤول عنه مع أنه المقصود، وجعلها بعضهم في وبأيمانهم ظرفية أي ويكون في أيمانهم؛ لأن أصل النور فيها؛ لأن بها أخذ السعداء صحائفهم، وما بين أيديهم منبسط منه، وفي بالغمام للاستعانة؛ لأن الغمام كالآلة، وجعلها البيضاوي سببية بتقدير مضاف، فقال: بسبب طلوع الغمام منها، وهو الغمام المذكور في قوله تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ
٥٦٨- البيت من الطويل، وهو لأبي ذؤيب الهذلي في الأزهية ص٢٠١؛ والأشباه والنظائر ٤/ ٢٨٧؛ وجواهر الأدب ص٩٩؛ وخزانة الأدب ٧/ ٩٧، ٩٩؛ والخصائص ٢/ ٨٥؛ والدرر ٤/ ١٧٩؛ وسر صناعة الإعراب ص١٣٥، ٤٢٤؛ وشرح أشعار الهذليين ١/ ١٢٩؛ وشرح شواهد المغني ص٢١٨؛ ولسان العرب ١/ ٤٨٧ "شرب"، ٥/ ١٦٢ "مخر"، ١٥/ ٤٧٤ "متى"؛ والمحتسب ٢/ ١١٤؛ والمقاصد النحوية ٣/ ٢٤٩؛ وبلا نسبة في أدب الكاتب ص٥١٥؛ والأزهية ص٢٨٤؛ وأوضح المسالك ٣/ ٦؛ والجني الداني ص٤٣، ٥٠٥؛ وجواهر الأدب ص٤٧، ٣٧٨؛ ورصف المباني ص١٥١؛ وشرح ابن عقيل ص٣٥٢؛ وشرح عمدة الحافظ ص٢٦٨؛ وشرح قطر الندى ص٢٥٠؛ والصاحبي في فقه اللغة ص١٧٥؛ ومغني اللبيب ص١٠٥؛ وهمع الهوامع ٢/ ٣٤.