للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وما بعدهما فاعل بفعل محذوف، أي مذ كان أو مذ مضى يومان، وإليه ذهب أكثر الكوفيين، واختاره السهيلي والناظم في التسهيل والثاني: "كجئت مذ دعا" وقوله:

٥٨١- ما زال مذ عقدت يداه إزاره

وقوله:

٥٨٢- وما زلت أبغي الخير مذ أنا يافع

ــ

وبين مضافين إلى المعرفة كانا معرفتين فهما الحقيقان بالمبتدئية، فتدبر ما قلناه بإنصاف فإنه متين. قال الدماميني: واعترض على جعل مذ ومنذ خبرًا بأن المعنى عليه كما قالوه بيني وبين لقائه يومان، وبين زمانية هنا، فكيف يكون الشيء ظرفًا لنفسه؟، والجواب أن هذا يرد على قولك: بيني وبين لقائه يومان، وهو جائز فما كان جوابًا عن هذا فهو جواب عن ذلك. ا. هـ. وقد أسلفنا في أول باب المفعول فيه ما يؤخذ منه الجواب فاعرفه.

قوله: "والمعنى بيني إلخ" أورد عليه عدم اطراده؛ لأنه لا يأتي في نحو قولك يوم الأحد ما رأيته مذ يوم الجمعة إلا أن يجعل على حذف العاطف، والمعطوف أي بيني وبين رؤيته يوم الجمعة، وما بعده إلى الآن وفيه تكلف. قوله: "وقيل: ظرفان إلخ" على هذا القول يكون التركيب كلامًا واحدًا مشتملًا على جملتين بخلافه على الأولين، فكلامان ثانيهما، وهو مذ كذا مستأنف استئنافيًّا بيانيًّا كما في الدماميني. قوله: "مذ كان" أي وقت وجد. قوله: "أو مذ مضى يومان" فيه أنا إذا قدرنا كان، أو مضى كان مفاد الكلام انتفاء الرؤية وقت وجود اليومين، ومضيهما فيصدق بالرؤية فيهما قبل تمامهما، والمقصود انتفاء الرؤية فيهما اللهم إلا أن يقدر مضاف، ويلاحظ استمرار الانتفاء إلى آن التكلم، والتقدير وقت وجود أول اليومين، ومضيه أي واستمر الانتفاء إلى الآن فتأمل. قوله: "والثاني" أي ما إذا أوليا الجملة الاسمية أو الفعلية. قوله: "يافع" أي ناهز الحلم أو عشرين


٥٨١- عجزه:
ودنا فأدرك خمسة الأشبار
والبيت من الكامل، وهو للفرزدق في ديوانه ١/ ٣٠٥؛ والأشباه والنظائر ٥/ ١٢٣؛ والجني الداني ص٥٠٤؛ وجواهر الأدب ص٣١٧؛ وخزانة الأدب ١/ ٢١٢؛ والدرر ٣/ ١٤٠؛ وشرح التصريح ٢/ ٢١؛ وشرح شواهد الإيضاح ص٣١٠؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٧٥٥؛ وشرح المفصل ٢/ ١٢١، ٦/ ٣٣؛ والمقاصد النحوية ٣/ ٣٢١؛ والمقتضب ٢/ ١٧٦؛ وبلا نسبة في إصلاح المنطق ص٣٠٣؛ وأوضح المسالك ٢/ ٦١؛ والدرر ٦/ ٢٠٣؛ ولسان العرب ٦/ ٦٧ "خمس"، ومغني اللبيب ١/ ٣٣٦؛ وهمع الهوامع ١/ ٢١٦، ٢/ ١٥٠.
٥٨٢- عجزه:
وليدًا وكهلًا حيث شبت وأمردا
والبيت من الطويل، وهو للأعشى في ديوانه ص١٨٥؛ وتذكرة النحاة ص ٥٨٩؛ ٦٣٢؛ والدرر ٣/ ١٣٩؛ وشرح التصريح ٢/ ٢١؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٥٧٧، ٧٥٧؛ والمقاصد النحوية ٣/ ٦٠، ٣٢٦؛ وبلا نسبة في وأضح المسالك ٣/ ٦٣؛ ومغني اللبيب ٢/ ٣٣٦؛ وهمع الهوامع ١/ ٢١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>