للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وحذفت رب فجرت بعد بل ... والفا وبعد الواو شاع ذا العمل

ــ

[الحجر: ٢] ، وندر دخولها على الجملة الاسمية كقوله:

ربما الجامل المؤبل فيهم

حتى قال الفارسي يجب أن تقدر ما اسمًا مجرورًا بمعنى شيء، والجامل خبر لضمير محذوف، والجملة صفة ما: أي رب شيء هو الحامل المؤبل: "وحذفت رب" لفظًا "فجرت" منوبة "بعد بل وألفا" لكن على قلة كقوله:

٥٩١- بل بلد ملء الفجاج قتمه ... لا يشتري كتانه وجهرمه

وقوله:

٥٩٢- بل بلد ذي صعد وأصباب

ــ

ما أشار إليه الشارح أن يود مستقبل حقيقة؛ لأنه في يوم القيامة لكن لما كان معلومًا لله تعالى نزل منزلة الماضي بجامع التحقق في كل، واعلم أن عبارة الشارح هي عبارته التوضيح بعينها، فزعم البعض أنه لم يعتدّ بقيد

التنزيل في التوضيح باطل، ونقله عن التوضيح عبارة ليست عبارته تقوّل فاضح، ولا حول ولا قوة إلا بالله. قوله: "حتى قال الفارسي" غاية لقوله وندر. قوله: "والجملة صفة ما"، وفيهم متعلق بحال محذوفة أي رب شيء هو الجامل المؤبل كائنًا فيهم، وإنما قدّر الفارسي ضميرًا محذوفًا، ولم يجعل الجملة على حالها صفة لما ليحصل الربط بين الصفة والموصوف. تصريح. قوله: "أي رب شيء إلخ"، وعلى هذا تكتب ما مفصولة من رب بخلاف ما الكافة، فإنها تكتب موصولة.

قوله: "بعد بل والفا" قيل: وبعد ثم. همع. قوله: "ملء الفجاج" بكسر الفاء جمع فج، وهو الطريق الواسع. والقتم بفتحتين والقتم بفتح وسكون والقتام كسحاب الغبار. وقوله: لا يشتري كتانه وجهرمه أي جهرميه بحذف ياء النسب للضرورة، والمراد به البسط المنسوبة إلى جهرم بفتح الجيم قرية بفارس، وقيل: الجهرم البساط من الشعر، والجمع جهارم وجواب رب قطعت في بيت بعد. من شرح شواهد المغني للسيوطي. قوله: "ذو صعد" بضمتين جمع صعود بفتح الصاد العقبة، وأضباب جمع ضب وهو الحيوان المعروف، والباء الواقعة رويا في هذا البيت يجب إسكانها كما


٥٩١- الرجز لرؤية في ديوانه ص١٥٠؛ والدرر ١/ ١١٤، ٤/ ١٩٤؛ وشرح شواهد الإيضاح ص٣٧٦، ٤٣١؛ ٤٤٠؛ وشرح شواهد المغني ١/ ٣٤٧؛ ولسان العرب ١١/ ٦٥٤ "ندل"، ١٢/ ١١١ "جهرم"؛ والمقاصد النحوية ٣/ ٣٣٥؛ وبلا نسبة في الإنصاف ص٢٢٥؛ وجواهر الأدب ص٥٢٩؛ ورصف المباني ص ١٥٦؛ وشرح شذور الذهب ص٤١٧؛ وشرح ابن عقيل ص٣٧٣؛ وشرح عمدة الحافظ ص٢٧٣؛ وشرح المفصل ٨/ ١٠٥؛ ومغني اللبيب ١/ ١١٢؛ وهمع الهوامع ٢/ ٣٦.
٥٩٢- الرجز لرؤية في ديوانه ص٦؛ وخزانة الأدب ١٠/ ٣٢، ٣٣؛ ولسان العرب ١/ ٥١٧ "صبب"؛ وبلا نسبة في شرح شواهد المغني ١/ ٤٠٣ "وفيه وآكام" مكان "وأسباب"؛ ومغني اللبيب ١/ ١٣٦ "وفيه وآكام" مكان "وأصباب".

<<  <  ج: ص:  >  >>