والمبوّب له في كتب العربية صيغتان: ما أفعله وأفعل به لاطرادهما فيه. فأما الصيغة الأولى فما فيها اسم إجماعًا؛ لأن في أفعل ضميرًا يعود عليها. وأجمعوا على أنها مبتدأ؛ لأنها مجردة للإسناد إليها. ثم اختلفوا فقال سيبويه: هي نكرة تامة بمعنى شيء. وابتدئ بها لتضمنها معنى التعجب وما بعدها خبر فموضعه رفع. وقال الفراء وابن درستويه: هي
ــ
فارسًا.
قوله:"يا جارتا ما أنت جاره" شطر بيت من مجزوء الكامل، المرفل فجاره بالوقف على هاء التأنيث وإن كان منصوبًا على التمييز أو الحال إن كانت ما استفهامية أو الخبرية إن كانت نافية حجازية، ومرفوعًا إن كانت نافية تميمية، وجارتا منصوب؛ لأنه مضاف إلى الألف المنقلبة عن ياء المتكلم. قوله:"واها" اسم فعل بمعنى أعجب. قوله:"لاطرادهما" أي: كثرة استعمالهما فيه لوضعهما له بخلاف ما مر كذا قالوا، وأورد عليه البعض أنه غير ظاهر في واها ولك رده بأن وضع واهًا للفظ الفعل الدال على التعجب لا للتعجب بناء على الراجح من أن مسميات أسماء الأفعال ألفاظ الأفعال. قوله:"
ضميرًا يعود عليها" أي: والضمير لا يعود إلا على الأسماء. قوله:"على أنها مبتدأ" أي: واجب التقديم؛ لأنها في كلام جرى مجرى المثل فلزم طريقة واحدة. دماميني. قوله:"نكرة تامة" أي: غير موصوفة بالجملة بعدها؛ وذلك لأن التعجب إنما يكون فيما خفي سببه فيناسبه التنكير.
قوله:"لتضمنها معنى التعجب" أي: المناسب له قصد الإبهام لاقتضاء التعجب خفاء السبب والإبهام يناسب الخفاء. والمراد بتضمنها معنى التعجب أن لها دخلًا في إفادته فلا ينافي أن الموضوع للتعجب الجملة بتمامها. وقيل المسوّغ تقدير التخصيص والمعنى شيء عظيم. قوله:"وما بعدها خبر" لكن ليس المقصود بالتركيب في هذه الحالة الإخبار بل إنشاء التعجب وكذا
ــ
= والبيت من مجزوء الكامل, وهو للأعشى في ديوانه ص٢٠٣؛ وخزانة الأدب ٣/ ٣٠٨، ٣١٠، ٥/ ٤٨٦-٤٨٨، ٧/ ٢٥٠، ٩/ ٢٤٠؛ وشرح شواهد الإيضاح ص١٩٣؛ ولسان العرب ٤/ ٦٣ "بشر"، ٤/ ١٥٤ "جور"، ٤/ ٥٨٩ "عفر"؛ والمقاصد النحوية ٣/ ٦٣٨؛ والمقرب ١/ ١٦٥؛ وبلا نسبة في رصف المباني ص٤٥٢؛ وشرح شذور الذهب ص٣٣٥؛ وشرح ابن عقيل ص٣٤٧؛ وشرح عمدة الحافظ ٤٣٥؛ والصاحبي في فقه اللغة ص١٧١.
٧٥٦- الرجز لرؤبة في ملحق ديوانه ص١٦٨؛ وله أو لأبي النجم في المقاصد النحوية ١/ ١٢٣، ٣/ ٦٣٦؛ ولأبي النجم في شرح التصريح ٢/ ١٩٧؛ وشرح شواهد المغني ١/ ١٢٩؛ وشرح المفصل ٤/ ٧٢؛ ولسان العرب ١٣/ ٥٦٣ "ويه"، ١٤/ ٣٤٥ "روي"؛ وله أو لرجل من بني الحارث في خزانة الأدب ٧/ ٤٥٥؛ وبلا نسبة في شرح شواهد المغني ٢/ ٧٨٦؛ وشرح عمدة الحافظ ص٩٦٧؛ وشرح قطر الندى ص٢٥٧؛ واللامات ص١٢٥؛ ومجالس ثعلب ص٢٧٥؛ ومغني اللبيب ٢/ ٣٦٩؛ والمقاصد النحوية ٤/ ٣١١.