على الماهية أو من ترتيبها. وهذه الفصيلة تعد أكثر خفاء من السابقة وإن كانت لا تقل عنها أهمية في اللغة.
ونجد في تبادل الحركات في اللغات الهندية الأوربية أو في السامية خير الأمثلة لتوضيح هذه الفصيلة, لسنا هنا نضيف عنصرا صوتيا إلى دالة الماهية ليخلع عليها قيمة صرفية, بل يكتفى في الإشارة إلى دور دالة الماهية الصرفي بالعناصر الصوتية لهذه الأخيرة نفسها؛ فالإنجليزية تقابل بالجمعين men و Feet المفردين man "رجل" و Foot "قدم"، وتقابل اسمي المفعول held و struck بالمصدرين hold "يمسك" و stricke "يضرب", فالاختلاف الذي بين هذه الصيغ اختلاف في جرس الحركة الذي يلعب على هذا الوضع دور دالة النسبة، إذ أنه وحده يشير إلى قيمة الكلمة الصرفية. ونجد نفس الشيء في اللغة الألمانية حيث نرى wir gaben "كنا نعطي" تقابل wir geben "نعطي" و gib "أعط". وكذلك في الغالية الوسطى حيث نرى الجموع brein و myr و wyn تقابل المفردات bran "غراب" و mor "بحر" و oen "خروف". فالتبادل الصوتي عنصر صرفي ضروري في أقدم اللغات الهندية الأوربية كالإغريقية والسنسكريتية.
ويمكننا أن نقول بأن القيمة الصرفية لكل كلمة في الهندية الأوربية كانت محدودة تحديدا تاما أو ما يقرب من التام بجرس حركة الأصل. وكذلك الحال في السامية، كما تعطينا عنها العربية هذه الفكرة حتى يومنا هذا. حمار جمعها حمير١. وهذا على درجة من الحياة في العربية جعلتها تطبقه على كلمات مستعارة منذ تاريخ حديث من الإسبانية أو الفرنسية: رسيبو resibo "إيصال" والجمع رواسيب، بابور والجمع بوابير، شمبيت "حارس ريفي" والجمع شَوَمْبيت ... إلخ. وهذا ما يسمى بجمع "التكسير" أو الجمع "الداخلي".
ويشير المصطلح "إعراب داخلي" بوضوح إلى أن تبادل الحركة يلعب نفس الدور الذي يلعبه العنصر الإعرابي الذي يمكن أن يضاف للكلمة. والواقع أن علامة الجمع في الأسماء تكون في الإنجليزية والغالية على وجه العموم بإضافة لاصقة