للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتصريف الفعل في السامية يقدم لنا أمثلة مشابهة. فما دمنا قد تحققنا من السواكن الثلاثة الأصلية في كل الصيغ المشتقة من أصل واحد، لم يبق علينا إلا النظر في اختلاف الحركات واللواصق والعلامات. فالصيغة العربية قتل صيغة واحدة كما رأينا في الإغريقية تماما، إذ إنها تشتمل على دالة ماهية، هي الأصل ق ت ل، ودوال نسبة تميز صيغة قتل عن جميع الصيغ المأخوذة من نفس الأصل: قاتل وتقاتلا ومقتول واقتل ويقتل وقاتل ... إلخ. يزيد على ذلك أن تصريف الفعل في السامية يعبر عن الجنس أيضا؛ فقاتلتَ للمذكر في مقابلة قاتلتِ للمؤنثة، وفي الشخص الثالث أيضا مثل قتل في مقابلة قَتَلتْ.

تركب اللغات الهندية الأوربية والسامية نوعين من دوال النسبة كما رأينا: تبادل الحركة والإلصاق، ولكن بدرجات مختلفة, فتبادل الحركة يلعب في السامية دورا أوسع مما في الهندية الأوربية. "فخاصة هذه اللغات في تعبيرها بالسواكن عن أساس الفكرة وعن تفرعاتها الثانوية بالحركات يجعلنا في حل من القول بأن التصريف في هذه اللغة يقع داخل الكلمات"١. "الأصل في العربية لا يتميز إلا بسواكنه، أما عن الحركات فكل ساكن من سواكن الأصل يمكن أن يتبع بالفتحة القصيرة أو الطويلة أو بالكسرة القصيرة أو الطويلة أو بالضمة القصيرة أو الطويلة أو بالصفر، فعندنا سبع صور، وكل واحدة من هذه الصور السبع تستخدم للدلالة على الوظيفة النحوية"٢. وذلك يسمح للغات السامية بصياغة


١ رينان: رقم ١١١.
٢ مييه: رقم ٩٤، الطبعة الرابعة، ص١٣٣.

<<  <   >  >>