تفرض نفسها بدرجة من الصرامة تجعل العقل لا يكاد يستحضر اسما حتى يبدو الاسم أمامه مزودا دائما بنوع يميزه بجلاء، بل كثيرا ما يكو النوع هو المميز الوحيد الذي يملكه هذا الاسم. فبالجنس وحده نستطيع أن نميز في الفرنسية "le poid" "الوزن" من la poix "القار" و le pere "الأب" من la paire "الزوج" التي لا تختلف كل منها عن قرينتها إلا بالرسم، ومن باب أولى le livre "الكتاب" و la liver "الرطل أو الجنيه" أو Le poele "بساط الرحمة" و la poele "موقد أو مقلاة" التي يرسم كل زوج منها بصورة واحدة، كما في الألمانية die kiefer "البلوط" و der keifer "الفك".
وليس هناك من غلطة تصدم السامع من فم أحد الأجانب أكثر من الخلط في الجنس. فإذا ما تجاوز تكرارها تعذر فهم الكلام. ومع ذلك فالتمييز بين الأجناس النحوية لا يقوم على شيء من العقل: إذ لا يمكن لإنسان كائنا من كان أن يقول لماذا كانت table "مائدة" و chaise "مقعد" و saliere "إناء الملح" مؤنثة، في حين كانت tabourer "مقعد مطبخ" و fauteuil "مقعد بجوانب" و sucrier "إناء السكر" مذكرة. وكثيرا ما تختلف الآية في لغة مجاورة فيقال في الألمانية der sessel "المقعد ذو الجوانب" و der stuhl "المقعد" وتقدم لنا الكلمتان loffel der "ملعقة" der kegel "وتد" جنسا مضادا لما يقابلهما في الفرنسية على خط مستقيم: la quille, la cuiller.
هذا ونحن نعرف مقدار السهولة التي يتغير بها الجنس خلال العصور. فقد كانت تغيرات الجنس عديدة في تاريخ اللغات الرومانية والجرمانية والكلتية، وفي الفرنسية كثيرا ما جرت نهاية التذكير أو التأنيث معها الجنس المقابل لها، يقع ذلك إلى درجة أن عددا كبيرا من الكلمات المنتهية بنهاية مؤنثة والتي تعتبرها اللغة الصحيحة مذكرة حتي يومنا هذا، استعملت أو ما زالت تستعمل في اللغة الدارجة على أنها مؤنثة ولا سيما إذا كانت مبدوءة بحركة تمنع اصطحابها بالأداة المؤنثة، مثل الكلمات exercice "تمرين" و orage "عاصفة" و ouvrage "عمل"، إلخ. بل إن الكلمتين prophete "نبي" و pape "بابا" استعملتا