بحث، ذلك لأن حالات الكلمات جد غريبة، تتوقف على عوارض يستحيل أن تتنبأ بها قبل وقوعها كما يستحيل أن نتخيلها بعد وقوعها إذا لم يمدنا التاريخ بما يدل عليها. ومع ذلك فهناك أسباب عامة لتجديد المفردات، تستطيع أن تفسر الجزء الأعظم من حالاتها. ويمكننا اعتبار هذه الأسباب من وجهين, من وجهها الفردي في سيكلوجية المتكلم نفسه، ومن وجهها الاجتماعي في الاستعمال الغوي الذي تقوم به البيئات الاجتماعية.
يتخلص المتكلم عادة من الكلمات التي لم تعد كافية للتعبير عن المعنى الذي نيط بها التعبير عنه، لأنها ضعفت وبليت. وهذا البلى نفسه يمكن أن يرجع لأسباب صوتية أو لأسباب معنوية.
الكلمات القصيرة ينقصها التعبير غالبا. وإذن فالتغيرات الصوتية بتقصيرها للكلمات تعرضها للبلى. لذلك لم يعد عندنا في الفرنسية ولا في أية لغة رومانية أخرى، اثر للكلمة اللاتينية os "فم". واستعضنا عن الكلمة القديمة ive "من eque" بكلمة jument "فرس" التي هي أقوى منها بنية. ونعرف أن اللاتينية العامية اضطرت إلى إطالة بعض الكلمات بواسطة اللواحق لتحفظها من الضياع: فالكلمات auris, opis و sol صارت apicula و auricula و soliculus، ومنها جاءت الكلمات الفرنسية abeille "نحلة" و oreille أذن" و soleil "شمس". فاللاحقة هنا ليست لها أية قيمة تصغيرية، كما قيل أحيانا، بل القصد منها إنما هو تزويد الكلمات بالحجم، أي بالمادة التي كانت تنقصها. ولولا عملية التطعيم اللغوي تلك، لمات عدد كبير من الكلمات بعد أن لفظها الاستعمال؛ ومثل ذلك كلمة ains التي يبدو أن لبرويير la Bruyere كان يأسف عليها، فإذا كانت هذه الكلمة قد هجرت، فذلك بسبب صيغتها، فهي وحيدة المقطع، وتبدأ بحركة وتتكون فقط من حركة أنفية، فكان مصيرها الهلاك.
هناك أيضا ميل لطرح الكلمة التي صارت بسبب عوارض صوتية، كبيرة