للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشبه بغيرها. فنعالج العقبات الناجمة من تشابه الكلمات بواسطة الاستعاضة عن إحدى هذه الكلمات بكلمة جديدة. ومثل ذلك الكلمة التي تمثل صوتيا الكلمة اللاتينية Serrare "ينشر"، فإنها لم تبق حتى اليوم إلا في أماكن متفرقة من الأقاليم المتكلمة بالفرنسية١، وكانت من قبل ذات ميدان انتشار مترامي الأطراف متلاصق متجانس. فإذا كانت قد استعيض عنها في كثير من الأماكن بكلمات متأخرة عنها في الاشتقاق ومأخوذة من الأصول اللاتينية secare أو resecare أو sectare فذلك لأنها كانت تشبه الفعل serare "يغلق" شبها يكاد يكون تاما، وكان هذا الشبه يتقدم شيئا فشيئا نحو التماثل الكامل. ونشأ عن ذلك شيء من العسر حاولت اللغة أن تتخلص منه في كل الأماكن التي كانت تستعمل الفعلين معا.

يرجع التجديد في هذه الحالات جميعا إلى عارض صوتي. ومع ذلك لا ينبغي أن نبالغ في أهمية الصوتيات. إذ من النادر أن تستطيع وحدها تفسير كل شيء فالكلمات التي تركها الاستعمال لصيغتها كانت تحتوي أحيانا على دواعي أخرى لهذا الترك. واللغات نفسها كثيرا ما تقاوم. فالسياق يحمي الألفاظ المتماثلة من خطر اللبس، وهذا يسمح بالإبقاء عليها دون إضرار. وتستطيع اللغة حماية الكلمات القصيرة وتعضيدها بأن تسندها بكلمات أخرى بصفة دائمة. فالصفتان sain "سليم" و sauf "معافى", لا توجد إحداهما بمعزل عن الأخرى بل تتحدان معا، وبهذا تأتي لهاتين العاجزتين أن تقويا على المقاومة, فيقال sain et sauf "سليم معافى". وليس أعلام الأماكن من الأسماء التي يسهل على الإنسان أن يتركها للضياع؛ فإذا كانت وحيدة المقطع حاولت اللغة أن تحافظ عليها بأن تضيف إليها أسماء مشتركة تسندها. وبذا صارت الكلمات ain "اسم نهر" و Eu "اسم مدينة" و Batz "اسم قرية" على الصورة الثانية: la riviere d'Ain "نهر الإين" و la ville d'eu "مدينة أو" la bourg de Batz "قرية باتز". وأحيانا بإضافة عنصر إليها يمد من طولها؛ فيقال في Bourg "اسم مدينة


١ جلبرون: رقم ٧٥.

<<  <   >  >>