للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقال في الفرنسية وحدها ENNYUANT و EMBETANT و FATIGUANT و CRISPANT و ESQUINTANT و ETREINTANT و ASSOMMANT و TUANT و RASANT و BARBANT و CANULANT، إلخ، وهي كلمات غير مترادفة وتنتمي إلى لغة أوساط متنوعة، ولكنها جميعا تتنافس في الدلالة على ما تدل عليه، وستبلى هي الأخرى أيضا بكثرة الاستعمال حتى يضطر الحال إلى اختراع غيرها.

إذا كانت الفكرة أو الشيء من الأفكار أو الأشياء التي تثير إلى جانب قيمتها الأساسية قيما ثانوية تبعا للأوساط والظروف، وجدنا عنها في اللغة عبارات متنوعة. وتدخل النقود في هذه الأشياء، فلها في كل لغة عبارات عديدة، فيقال عنها في الفرنسية: de la galette و de la braise و du pognon و de la douille و du beurre و de l'os و du peze و du platre إلخ؛ وفي الألمانية تستخدم الكلمات Draht و Kies و Moos, مرادفة للكلمة Geld وبالطبع يعبر عن فعل "نقد" بصورة مختلفة تبعا للأوساط، فيقال في الفرنسية verser و casquer و cracher و eclairer إلخ وفي الألمانية blechen و bluten و berappen. ونجد في اللغات المختلفة للتعبير عن فكرة tromper "يخدع" صورا متنوعة من هذا القبيل. والضوضاء تنجم عن أسباب مختلفة، ومن ثم تنوعت طرق التعبير عنها؛ فيقال في الفرنسية du potin و du barouf و du chahut و du raffut و du petard و du chambard وفي الألمانية Radau و Randal و krakehl إلخ.

قد يحتج بأن الكلمات التي ذكرت هنا، كلها من العامية الخاصة argot والعامية الخاصة تنحصر في استعمال مفردات خاصة. ولكن هذا احتجاج باطل، لأن العامية -كما سنرى في فصل لاحق- تنتج من ظروف طبيعية للغة، واللغة الخاصة ليس معناها لغة اصطناعية بأية حال. فمسالك العامية الخاصة مسالك طبيعية لا غبار عليها. وإذا كانت الحاجة إلى التجديد أظهر في العامية الخاصة منها في غيرها، فمرجع ذلك إلى استعمال هذه العامية الخاصة لغة للكلام، والتعبيرية في لغة الكلام ضرورة دائمة "انظر الفصل الثاني من الجزء الرابع".

<<  <   >  >>