للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والإغريقية كانت معينا للغات السلافية، وخصوصا الروسية، التي كان لها معين آخر دائم لتجديد مفرداتها يتمثل في اللهجات السلافية القديمة التي ظلت متصلة بعضها ببعض تحت تأثير الكنيسة "انظر ما يلي في الفصل الثالث من الجزء الرابع".

هناك صعوبات جمة تعترض تجديد مفردات أساءت استعمالها بعض اللغات. فقد أخذ على الإنجليزية تضخم مفرداتها وإسرافها في المترادفات التي لا يلبث الاستعمال أن يطرحها ليطلب غيرها من جديد من اللاتينية التي تعد مستودعها المعتاد، وذلك فضلا عن المستودعات الفرعية التي هي اللغات الأجنبية بالنسبة للإنجليزية. والفرنسية أيضا لا تخلو من ملام التهالك على اتخاذ الكلمات الجديدة ولما تزل الكلمات القديمة في حيوية تامة وكافية للتعبير. وهذا عيب ينجم دائما من رخاء الحال الذي يمكن اللغة من استعارة كل ما ينقصها كما تشاء، حتى ما يطلب منه لاستعمال مؤقت.

من النادر في هذه الحال أن تلجأ اللغة إلى صنع الكلمات من أساسها بتركيب مجاميع من الأصوات اللغوية بعضها مع بعض، لأنه يعتبر عملا غير مفيد. فكل ما تعمله أنها قد تغير وضع العناصر الصوتية في هذه الكلمة أو تلك. وهذه طريقة معروفة في العامية الخاصة، ولكن العامية الخاصة تشوه ولا تخلق. فالخلق أمر في غاية الندرة١. وإذا ذكر منه بعض الأمثلة، فإنما تذكر على سبيل التندر، مثل gaz "غاز" التي اخترعت في القرن الثامن عشر، و felibre "شاعر يقرض الشعر بلغة الأوك" و rococo "نوع من الزخرفة"٢؛ ومن ذلك أسماء بعض المستحضرات والسلع والآلات، مثل كلمة kodak "كوداك" فقد خرجت كما هي من دماغ مخترعها. ولكنا لا نستطيع أن نصنع عددا من مثل


١ جسبرسن، رقم ١٣٣، فصل ٥، ٦. وانظر ر. م. مير R. m. meyer، رقم ٣٠، مجلد ١٢، ص٢٥٧.
٢ درمستتير Darmesteter، رقم ٦٣، مجلد ١، ص٢٣؛ وج. باريس G. Paris؛ Penseurs et poetes ص ٩٤، ولكن قارن جنروا Jeanroy، رقم ١٨، مجلد ٣٣، ص٤٦٣.

<<  <   >  >>