للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هذه الكلمات دون أن تعرض اللغة للخطر. فقيمة هذه الكلمات بالضبط كقيمة اسم العلم الذي لا يوقظ في ذهن السامع أية فكرة محددة إذا لم يعرف الشخص الذي يحمله. لذلك يجب أن تحاط بسياق يكون لها بمثابة تفسير توضيحي. وإذن لا يمكننا أن نزيد في عددها دون حذر. ولكنها إلى جانب ذلك صعبة الصنع. فلا شيء أصعب من صنع كلمة دون الاهتداء بوسائل الاشتقاق والتركيب المعتادة في اللغة التي يتكلمها الصانع١ ولئن صح ما قيل من أن كلمة gaz فيها صدى كلمة Geist "روح"، كنا في هذه الحالة أمام تشويه لكلمة موجودة بالفعل.

وكذلك الحال بالنسبة لكلمة jingo وهي كلمة إنجليزية تطلق على من يظهر بمظهر المتطرف في الوطنية، يقال إنها جاءت من صيغة سب، هي by jingo التي كانت قد حلت محل by jove، وهذه بدورها استعيض بها عن صيغة أخرى كان طلبة جامعة إكسفورد يكثرون من استعمالها. أم الكلمات التي من قبيل Kodak و rococo فلها قيمة تعبيرية لا تنكر، ذلك أنها كلمات أشبه بأسماء الأصوات، وتدخل في فصيلة من الكلمات تعتبر اليوم ثابتة النظام والقواعد٢. فكلمة "كوداك" تصور لنا صورة، هي صورة سمعية, حتى كأننا نسمع صوت المفتاح الذي يفتح الآلة لالتقاط الصورة ويغلقها. فهل أحس مخترع الكلمة هذه القيمة وأراد أن يحاكيها؟ إن هذا لجائز، ولكنه غير ضروري. غير أن هناك دائما اتفاقا غير شعوري يقوم بين الأصوات والأشياء. فالانطباع الذي تحدثه كلمة غير معروفة يمكن أن يختلف من سامع إلى آخر، ولكن هناك انطباعا على كل حال، إن قليلا وإن كثيرا. وإنما يقاس الفرق بدرجة حساسية السامع، أو خياله، أو مجرد حالته العصبية. فالذي يطلق اسما مصنوعا من أوله إلى آخره على شيء أيا كان قد يكون مستهديا بتوافق نفسي بين الأصوات والشيء نفسه. هذا إلى أن كلمة "كوداك" متمشية مع قواعد اللغة التصويرية, فالسواكن تحتوي على


١ رينان، رقم ١١٠، ص١٤٧.
٢ جرامون GRAMMONT؛ ONOMATOPEES ET MOTS EXPRESSIFS في رقم ١٧ مجلد ٤٤، ص٩.

<<  <   >  >>