الكلمات بمثابة الكلمات الأجنبية التي تدخل في اللغة بواسطة الكتب, فنحن نقول rail "شريط السكة الحديد" أو wagon "عربة القطار" متأثرين بالصورة المطبوعة فنطبق النطق الفرنسي على الرسم الإنجليزي؛ ولكنا نقول Bifteck على النطق الإنجليزي، لأننا أخذنا هذه الكلمة عن الرواية الشفهية. وكلمة gageure كل صحفية مثل كلمة rail وكلمة wagon؛ وهذا يفسر لنا ما طرأ عليها. فالكتاب يعكس دائما في اللغة رد فعل الصورة المكتوبة على الصورة الشفوية.
وفي إنجلترا أيضا يعلن تباين اللغتيين عن نفسه منذ زمن طويل. فرطانات الأقاليم الإنجليزية مشربة جميعها باللغة الأدبية من تأثير الكتب والصحف بوجه خاص. وهذه اللهجات ليست في غالب أمرها إلا اللغة الأدبية بعد أن صبغت بالصبغة اللهجية كما هي الحال في فرنسا "انظر ص٣٣٦ و٣٣٧". غير أن صبغ اللغة الأدبية بالصبغة اللهجية يعرض صاحبها للوقوع في الأخطاء, وهذا مثل نموذجي من تلك الأخطاء؛ كلمة light التي تنطق lait في اللغة المشتركة لا تزال تنطق lixt في شمال القطر وبالقياس على ذلك راح أهل الأقاليم ينطقون كلمة delight كأنها dilixt بدلا من dilait مع أنها من أصل آخر غير الكلمة الأولى، وقد يجمعون بين الخطتين فيقولون في Light؛ Laixt, وهي طريقة أخرى لصبغ اللغة بالصبغة اللهجية على نحو خاطئ١.
تأثير الرسم على النطق في الألمانية أشد منه في الفرنسية أو الإنجليزية، وهذا يرجع إلى أن الألمانية المشتركة لغة كتابية أولا وقبل كل شيء "انظر ص٣٣٢" ففي إبان تكوين اللغة المشتركة سوى النطق على الرسم في غالب الحالات؛ لأن الرغبة كانت تتجه في ذلك الحين إلى إقامة نطق عام، لا هو نطق إقليم معين ولا نطق مجموعة اجتماعية بعينها، فالاستعمال كان يتجه ولا زال يتجه إلى تطبيق الألمانية الكلامية على رسم الألمانية الأدبية. فمن ذلك مثلا، أن الحركة المركبة ie في الألمانية العليا الوسطى صارت i طويلة "ي" دون أن يتغير الرسم لهذا السبب، ولكن لما كانت المستشارية السكسونية تكتب je بدلا من ie عندما تكون