وقال الزهرى أيضاً:"إذا ولغ الكلب فى الإناء ليس له وضوء غيره يتوضأ به ثم يتيمم".
قال سفيان:"هذا الفقه بعينه"، يقول الله تعالى:
" {فَلَمْ تجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا}[المائدة: ٦] . وهذا ماء، وفى النفس منه شىء يتوضأ به ثم يتيمم" ونص أحمد رحمه الله فى جب زيت ولغ فيه كلب، فقال:"يؤكل".
فصل
ومن ذلك: أن النبى صلى الله تعالى عليه وآله وسلم كان يجيب من دعاه، فيأكل من طعامه وأضافه يهودى بخبز شعير وإهالة سنخة. وكان المسلمون يأكلون من أطعمة أهل الكتاب.
وشرط عمر رضى الله تعالى عنه عليهم ضيافة من يمر بهم من المسلمين، وقال:"أطعموهم مما تأكلون". وقد أحل الله عز وجل ذلك فى كتابه.
ولما قدم عمر رضى الله عنه الشام صنع له أهل الكتاب طعاماً فدعوه، فقال:"أين هو؟ " قالوا: فى الكنيسة، فكره دخولها، وقال لعلى رضى الله عنه:"اذهب بالناس، فذهب على بالمسلمين". فدخلوا وأكلوا، وجعل على رضى الله عنه: ينظر إلى الصور، وقال:"ما على أمير المؤمنين لو دخل وأكل؟ ".
وكان النبى عليه السلام يقبل ابنى ابنته فى أفواههما، ويشرب من موضع فم عائشة رضى الله عنها، ويتعرق العرق، فيضع فاه على موضع فيها، وهى حائض.
وحمل أبو بكر رضى الله عنه الحسن على عاتقه ولعابه يسيل عليه.
وأتى رسول الله عليه السلام بصبى، فوضعه فى حجره، فبال عليه فدعا بماء، فنضحه ولم يغسله.
وكان يؤتى بالصبيان فيضعهم فى حجره يبرك عليهم، ويدعو لهم.