للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله سبحانه: {وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ، إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ} .

وقوله: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْأِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا} .

فتلك النصوص متفاوتة في الظهور والخفاء. والمصرَّح به يدركه العامي قبل أن يدرك المكنى عنه. وتستمتع الخاصة بالثاني أكثر من استمتاعها بالمصرح به.

وبعلم البديع يعرف وجوه تحسين الكلام.

الخامس: علم القراءات؛ فيه يعرف النطق بالقرآن، وعليه تتعدد المعاني، ومنه تتكاثر الوجوه نحو قوله: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} بإثبات المد وإسقاطه، فكل مَلِك مالك من غير عكس..

ولقد كانت القراءات الصحيحة وتعددها مصدرًا هامًّا لاستنباط الفقهاء منها أقوالهم.

السادس: علم التوحيد؛ فيه يعرف المفسر كيف يحمل أسماء الله وصفاته، فلا يعطلها ولا يحرفها؛ وإنما يجريها كما أجراها سبحانه، مع اعتقاد أنه {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} ..

السابع: أصول الفقه١؛ وبه يستطيع المفسر أن يدرك وجه الاستدلال على الأحكام.

الثامن: معرفة أسباب النزول؛ فإنه يعين على فهم المعنى٢.


١ أصول الفقه: معرفة دلائل الفقه إجمالًا وكيفية الاستفادة منها وحال المستفيد.
٢ سبق الحديث عن أسباب النزول مفصلًا في أول الكتاب، وللمحقق بحث في أسباب النزول، يسر الله طبعه وإخراجه.

<<  <   >  >>