للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مثاله: {قُلُوبُنَا غُلْفٌ} جمع غلاف وهو الدعاء، وهذا ضعيف؛ لأنهم بذلك يمتدحون أنفسهم، مع أنهم يعتذرون بعدما قال الله لهم: {أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ} .

والصواب: أنه جمع أغلف وهو المغلق؛ ليوافق السياق.

ومما يلحق بعلم التصريف علم الاشتقاق، وبه تعرف مادة الاسم المأخوذ منها ذلك الاسم مثل: لفظ التأويل، أهو من الأول وهو الرجوع، أو من الإيالة وهى السياسة؟..

وكذا قوله: {وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ} جمع كنان؛ لكن أهو من أكن إذا أخفى، أو كن إذا حفظ ومنه: {بَيْضٌ مَكْنُونٌ} .

الرابع: علوم البلاغة الثلاثة: المعاني والبيان والبديع، فعن طريق المعاني يعرف المفسر خواص تراكيب الكلام من جهة إفادتها المعنى فمثلًا: حرف "لو" لو اقترن بالفعل أفاد التعليق؛ نحو: {وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأسْمَعَهُمْ} .

ولو اقترن بالاسم أفاد التخصيص مع التعليق؛ نحو: {قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفَاقِ} .

ولو اقترن بالحرف أفاد اللوم مع التخصيص والتعليق؛ نحو: {وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ} .

وبعلم البيان يعرف خواص التراكيب من حيث اختلافها بحسب وضوح الدلالة على المعنى المراد أو خفائها؛ نحو قوله عن الشياطين: {تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ، يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ} .

<<  <   >  >>