الحق الثاني: بذل النصيحة له سرا وعلانية. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"الدين النصيحة"، قالوا: لمن؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم" ١. الحق الثالث: القيام بنصرته. والحق الرابع: أن يعرف له عظيم حقه، وما يجب من تعظيم قدره. والحق الخامس: إيقاظه عند غفلته. والحق السادس: تحذيره من عدوه. والسابع: إعلامه بسيرة عماله. والثامن: إعانته. والتاسع: رد القلوب النافرة عنه إليه. والحق العاشر: الذب عنه.
٨- وأما حقوق الرعية العشرة على السلطان: فالأول: حماية بيضة الإسلام. والحق الثاني: حفظ الدين. والثالث: إقامة شعائر الإسلام. والرابع: فصل القضايا والأحكام. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"كل راع مسئول عن رعيته". والحق الخامس: إقامة فرض الجهاد بنفسه وبجيوشه أو سراياه وبعوثه. والسادس: إقامة الحدود الشرعية. والسابع: جباية الزكوات، والثامن: النظر في أوقاف البر. والحق التاسع: النظر في قسم الغنائم. والعاشر: العدل. قال تعالى:{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ}[النحل: ٩٠] . وقال تعالى:{وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا}[الأنعام: ١٥٢] .
وفي كلام الحكمة والتي أوردها الإمام بدر الدين ابن جماعة:"عدل الملك حياة الرعية، وروح المملكة، فما بقاء جسد لا روح فيه".
٩- وهكذا اهتدى الفكر السياسي الإسلامي إلى تنظيم هذه العلاقة الخطيرة الشأن بين الحاكم والمحكوم؛ لتقوم العلاقة بينهما على الثقة والانسجام, وتبتعد عن أي توتر.
١٠- وتأتي الشورى كتعبير عن حق المشاركة في تسيير الأمور، والتي يعبر عنها بحقوق الترشيح والانتخاب، بعد أن كثر الناس وتعقدت المؤسسات وتوسعت البنى.
قال تعالى:{وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ}[آل عمران: ١٥٩] ، وقال الحسن:
١ تحرير الأحكام، الباب الأول، في وجوب الإقامة وشروطهما، فصل "٣".