ومع ذلك فثمة مفهومان للعولمة، مفهوم نظري لعولمة لم تتشكل بعد على أرض الواقع وهو ما ورد في التعريف المعجمي السابق، ومفهوم عملي وهو يتعلق بالجانب الذي تم تحققه من العولمة بالفعل ويتمثل في المكاسب التي حققها النظام العالمي الجديد الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية. وهذا المفهوم الثاني هو مرحلة أولى من مراحل العولمة التي تتطور بسرعة لا يستطيع المتابع أن يضبط حركتها.
وقد ذهب بعضهم إلى أن العولمة ظاهرة تاريخية، عرفتها البشرية في تطورها الحضاري، ففي كل مرحلة كانت حضارة ما تهيمن على بقية الحضارات، وفي زمن ما كانت الحضارة الإسلامية حضارة عالمية. هذا الطرح من الناحية الوصفية صحيح لكنه من حيث الأهداف الكبرى أمر متحفظ عليه، فثمة فرق كبير بين عالمية الحضارة الإسلامية والعولمة المعاصرة.