بسم الله الرحمن الرحيم العولمة وخطاب ما بعد الحداثة أحب أن أمهد لموضوع العولمة بوضع العولمة ضمن منظومة المصطلحات التي تؤطر خطاب ما بعد الحداثة، فالمعروف عن هذا الخطاب أنه يسعى إلى هدم كل نظام وإعادة صياغة جهاز المفاهيم بحيث يصبح التفكيك هو السمة البارزة، تفكيك العقل لكي لا يصبح وحده المسؤول عن التفكير، وتفكيك القيم لكي لا تكون بمثابة حاجز يعيق تحقيق المصالح الشخصية والغرائز البشرية، وتفكيك النظام حتى يمكن تمرير الأفكار الهجينة والشاذة، وتفكيك الأمم والمجتمعات والدول حتى تعيد تشكيلها وبناءها وصياغة قيمها من جديد. ما بعد الحداثة خطاب فقد ثقته في الحداثة بوصفها خطابا مهادنا في نظرها، وهي تحاول التجاوز والتمرد والثورة.