كان من الطبيعي أن هذا العنف الذي تمارسه العولمة ضد الثقافات والمجتمعات واللغات والديانات أن يولد حركة مواجهة قد تكون عنيفة أحيانا وسياسية أحيانا أخرى، كان لا بد:
أن تظهر حركات تعمل على إحياء الهوية لأنها جوهر الكينونة البشرية، وقد اتخذت هذه الحركات مناهج متعددة في العالم الإسلامي ويأتي في مقدمتها تطور الصحوة الإسلامية وتشكلها في أحزاب سياسية أو جمعيات ثقافية واجتماعية وخيرية أو دعوية، وما تبع ذلك من نشر الكتاب الإسلامي والشريط الإسلامي والمواقع الإليكترونية الإسلامية والفضائيات الإسلامية وغيرها من وسائل توصيل خطاب الهوية.
وقد اتخذ إحياء الهوية عند آخرين طريق المقاومة المسلحة، ومن ثم فقد تم شن الغارات المسلحة على مؤسسات العولمة في كثير من البلدان وعلى رأسها الولايات المتحدة ذاتها وفي داخلها. وليس مهما الآن أن نحكم على طبيعة هذا العمل العسكري، مع أن معظمنا يدينه، لكن المهم أن نعرف أنه من باب رد الفعل الطبيعي لهيمنة العولمة، فالعولمة نفسها على يقين من أنه سيكون لها أعداء، وهي مستعدة لقبول ما سيقوم به هؤلاء الأعداء.