أسرع من لمح البصر حتى يجعلها في فراشه. ويقف الخادم على باب قبة الملك فإذا وطئها أخذ بيدها وانصرف ولم يتركها بعد ذلك لحظة واحدة.
وإذا ركب هذا الملك الكبير ركب سائر الجيوش لركوبه، ويكون بينه وبين المواكب ميل فلا يراه أحد من رعيته إلا خرّ لوجهه ساجدا له لا يرفع رأسه حتى يجوزه.
ومدة ملكهم أربعون سنة إذا جاوزها يوما واحدا قتلته الرعية وخاصته وقالوا: هذا قد نقص عقله واضطرب رأيه.
وإذا بعث سرية لم تول الدبر «٣٦٣» بوجه ولا سبب فإن انهزمت قتل كل من ينصرف إليه منها، فأمّا القواد وخليفته فمتى انهزموا أحضرهم وأحضر نساءهم وأولادهم فوهبهم بحضرتهم لغيرهم وهم ينظرون، وكذلك دوابّهم ومتاعهم وسلاحهم ودورهم، وربّما قطع كلّ واحد منهم قطعتين وصلبهم، وربّما علّقهم بأعناقهم في الشجر وربما جعلهم إذا أحسن إليهم ساسة.
ولملك الخزر مدينة عظيمة على النهر إتل، وهي جانبان في أحد الجانبين المسلمون وفي الجانب الآخر الملك وأصحابه، وعلى المسلمين رجل من غلمان الملك يقال له خز وهو مسلم، وأحكام المسلمين المقيمين في بلد الخزر والمختلفين إليهم في التجارات