فلمّا كنّا من ملك الصقالبة «٢٢٨» وهو الذي قصدنا له على مسيرة يوم وليلة وجّه لاستقبالنا الملوك الأربعة الذين تحت يده وإخوته وأولاده فاستقبلونا ومعهم الخبز واللّحم والجاورس «٢٢٩» وساروا معنا.
فلمّا صرنا منه على فرسخين تلقّانا هو بنفسه فلمّا رآنا نزل فخرّ ساجدا شكرا لله جلّ وعزّ، وكان في كمّه دراهم فنثرها علينا ونصب لنا قبابا فنزلناها.
وكان وصولنا إليه يوم الأحد لاثنتي عشرة ليلة خلت من المحرّم سنة عشر وثلاثمئة، فكانت المسافة من الجرجانيّة إلى بلده سبعين يوما، فأقمنا يوم الأحد ويوم الاثنين ويوم الثلاثاء ويوم الأربعاء في القباب التي ضربت لنا حتّى جمع الملوك والقوّاد وأهل بلده ليسمعوا قراءة الكتاب، فلمّا كان يوم الخميس واجتمعوا نشرنا المطردين «٢٣٠» اللّذين كانا معنا، وأسرجنا الدابة بالسرج الموجّه إليه، وألبسناه السواد «٢٣١» وعمّمناه «٢٣٢» ، وأخرجت كتاب الخليفة، وقلت له: لا يجوز أن نجلس