والكتاب يقرأ. فقام على قدميه هو ومن حضر من وجوه أهل مملكته، وهو رجل بدين بطين «٢٣٣» جدا.
وبدأت فقرأت صدر الكتاب فلمّا بلغت منه «سلام عليك فإنّي أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو» ، قلت: ردّ على أمير المؤمنين السّلام، فردّ وردّوا جميعا بأسرهم، ولم يزل التّرجمان يترجم لنا حرفا حرفا، فلمّا استتممنا قراءته كبّروا تكبيرة ارتجّت لها الأرض.
ثم قرأت كتاب الوزير حامد بن العبّاس «٢٣٤» وهو قائم، ثم أمرته بالجلوس، فجلس عند قراءة كتاب نذير الحرمي، فلمّا استتممته نثر أصحابه عليه الدّراهم الكثيرة، ثم أخرجت الهدايا من الطّيب والثّياب واللؤلؤ له ولامرأته فلم أزل أعرض عليه وعليها شيئا شيئا حتّى فرغنا من ذلك ثمّ خلعت «٢٣٥» على امرأته بحضرة النّاس وكانت جالسة إلى جنبه، وهذه سنّتهم وزيّهم، فلمّا خلعت عليها نثر النّساء عليها الدّراهم وانصرفنا.
فلمّا كان بعد ساعة وجّه إلينا فدخلنا إليه وهو في قبّته، والملوك عن يمينه. وأمرنا أن نجلس عن يساره، وإذا أولاده جلوس بين يديه، وهو وحده على سرير مغشى بالدّيباج الرومي «٢٣٦» فدعا بالمائدة فقدّمت وعليها اللّحم المشويّ وحده فابتدأ هو فأخذ سكّينا وقطع لقمة وأكلها وثانية وثالثة ثم احتزّ قطعة دفعها إلى «سوسن» الرّسول، فلمّا تناولها جاءته مائدة صغيرة فجعلت بين يديه، وكذلك الرسم «٢٣٧» لا يمدّ أحد