معنا من مدينة السلام فزعا من الدخول إلى ذلك البلد، وسرت أنا والرسول وسلف له والغلامان تكين وبارس «١١٤» .
فلما كان في اليوم الذي عزمنا فيه على المسير قلت لهم: يا قوم معكم غلام الملك وقد وقف على أمركم كله ومعكم كتب السلطان، ولا أشكّ أن فيها ذكر توجيه أربعة آلاف دينار المسيبية «١١٥» له وتصيرون إلى ملك أعجمي «١١٦» فيطالبكم بذلك، فقالوا: لا تخش من هذا فإنه غير مطالب لنا، فحذّرتهم وقلت: أنا أعلم أنه يطالبكم فلم يقبلوا «١١٧» .
واستدفّ «١١٨» أمر القافلة، واكترينا دليلا يقال له قلواس من أهل الجرجانية، ثم توكلنا على الله عز وجل وفوّضنا أمرنا إليه، ورحلنا من الجرجانية يوم الاثنين لليلتين خلتا من ذي القعدة سنة تسع وثلاثمئة «١١٩» ، فنزلنا رباطا «١٢٠» يقال له زمجان وهو