ورأينا فيهم أهل بيت «٢٨٥» يكونون خمسة آلاف نفس من امرأة ورجل قد أسلموا كلّهم يعرفون بالبرنجار «٢٨٦» وقد بنوا لهم مسجدا من خشب يصون فيه ولا يعرفون القراءة، فعلّمت جماعة ما يصلون به.
ولقد أسلم على يدي رجل يقال له طالوت فأسميته عبد الله فقال: أريد أن تسمّيني باسمك محمدا، ففعلت وأسلمت امرأته وأمّه وأولاده، فسموا كلهم محمدا، وعلمته «الحمد لله» و «قل هو الله أحد» ، فكان فرحه بهاتين السورتين أكثر من فرحه إن صار ملك الصقالبة «٢٨٧» .
وكنّا لما وافينا الملك، وجدناه نازلا على ماء يقال له خلجة «٢٨٨» وهي ثلاث بحيرات منها اثنتان كبيرتان وواحدة صغيرة إلا أنّه ليس في جميعها شيء يلحق غوره «٢٨٩» . وبين هذا الموضع وبين نهر لهم عظيم يصبّ إلى بلاد الخزر يقال له نهر إتل «٢٩٠» نحو الفرسخ، وعلى هذا النهر موضع سوق تقوم في كل مديدة «٢٩١» ، ويباع فيها المتاع الكثير النفيس.