أخوان «١» منهم متلاصقة داراهما متصاقبة الحيطان وقد عمل كلّ واحد منهما مسجدا لنفسه ليكون جلوسه فيه وحده، وفى جملة هذه العشرة المساجد التى ذكرتها مسجد يصلّى فيه أبو محمّد ابن القفصىّ هذا وبينه وبين دار ولد له يتفقّه دون الأربعين «٤» خطوة وقد ابتنى ابنه مسجدا الى جانب داره وهو أحد حدودها الأوّل جديدا مغلق الباب أبدا ويحضر أوقات الصلاة وهو جالس فى دهليز داره المجاورة الملاصقة لمسجده فلا يصلّى فيه، وكأنّ رغبته كانت فى ابتنائه أن يقال مسجد الفقيه بن الفقيه وهو حدث له من نفسه محلّ عظيم وخطر «٨» جسيم وكأنّه لعظم خطره عنده أنّه يظنّ «٩» أبو أبيه أو أنّه بغير أب لبأوه وصلفه وحسن ركبته وزيّه وفى هذه الأربعين خطوة التى ذكرت بين مسجده ومسجد أبيه مسجد آخر معلّق له إمام وفيه مكتب، (٥) وبها رباطات كثيرة على ساحل البحر مشحونة بالرياء والنفاق والبطّالين والفسّاق متمرّدين شيوخ وأحداث أغثاث رثاث قد عملوا السجّادات منتصبين لأخذ الصدقات وقذف المحصنات نقم منزلة وبلايا شاملة وحتوف مصبوبة منصوبة وأكثرهم يقودون ومنهم من لا يرى ذلك لشدّة الرياء والسمعة وأكثرهم بالزور تطوّعا يشهدون مع جهل لا يفرّق فيه بين فرض الوضو وسنّته ويقصدهم من أعوزه المكان لبطالته والموضع لعيارته «١٨» فيؤونه وربّما شاركوه بتافه من المأكول على أحوال يقبح ذكرها وليس هذا الكتاب ممّا يذكر فيه مثلها، وأحسب تأسيسها كان على غير التقوى حسب ما أسّست عليه المساجد المتقدّم ذكرها فهارت وباد أهلها بما جنوه من الفتن والعصيان وشقّ عصا السلطان والله أعلم، (٦) وكنت ذكرت أحوال الخالصة وأبوابها وما فيها ولم أذكر بلرم وهى