المدينة القديمة وأشهر أبوابها باب البحر وسمّى بذلك لقربه من البحر ويليه باب أحدثه أبو الحسين «٢» أحمد بن الحسن «٣» بن أبى الحسين لشكوى أهل هذه الناحية بعد مخرجهم فعمله على نشز مطلّ على نهر وعين تدعى عين شفاء وبها يعرف هذا الباب وقتنا هذا ولمن قرب منه مرفق بهذه العين، ثمّ باب يعرف بشنتغاث وهو باب قديم واليه باب يعرف بباب روطه وروطه نهر كبير يهبط من هذا الباب اليه وأصله تحت هذا الباب وفيه ماء صالح عليه أرحية كثيرة متقاطرة، ثمّ باب الرياض وهو أيضا محدث استحدثه أبو الحسين أحمد بن الحسن وكان بجواره باب يعرف بابن قرهب فى موضع غير حصين وكانت المدينة قوتلت عليه قديما فدخل على أهلها منه معرّة وضرر جسيم فسدّه أبو الحسين «١٠» وأزاله وبجواره باب الأنباء وهو أقدم أبوابها واليه باب السودان تجاه الحدّادين «١١» ثمّ باب الحديد ومنه المخرج الى حارة اليهود واليه باب استحدثه أبو الحسين «١٢» أيضا ولم يسمّ باسم ويخرج منه الى حارة أبى جمين «١٣» وجميعها تسعة أبواب، وهذه المدينة مستطيلة ذات سوق قد أخذ من شرقها الى غربها [٣٦ ظ] يعرف بالسماط مفروش بالحجارة عامر من أوّله الى آخره بضروب التجارة ويطيف بها عيون كثيرة منصبّة من غربها الى شرقها ويكون مقدارها ما يدير رحى «١٧» وعلى مائها «١٨» غير رحى تطحن فى غير مكان ويجاور مصبّ ماء هذه العيون من حيث بدؤ مسيلها الى حيث «١٩» مصبّها فى البحر أراض كثيرة تغلب عليها السباخ وآجام فيها قصب فارسىّ وبحائر ومقاث صالحة وفى خلال أراضيها بقاع قد غلب عليها البربير وهو البردىّ المعمول منه الطوامير ولا أعلم لما «٢١» بمصر من هذا البربير نظيرا على وجه الأرض إلّا ما