والصورة الأولى صورة الصعيد من اسوان الى الفسطاط وشطنوف عند انفصال النيل منها والثانية من انفصال النيل فى «٢» خليجين أحدهما يأخذ من شرقىّ شطنوف الى تنّيس وأعمال دمياط والآخر عن غربىّ شطنوف آخذا الى رشيد من ساحل الإسكندريّة،] (٣)[٤٠ ب] مصر اسم للإقليم وقد ذكرت حدوده وهو قديم جليل عظيم جسيم العائدة فى سالف الزمان وإن قصر عن ذلك فى آنفه فلوجوه منها أنّه كان قديما قعدد الملك يسكنه عظام الفراعنة وكبار الجبابرة كمصعب بن الوليد فرعون موسى والوليد بن مصعب فرعون يوسف ومن كان بين عصريهما من أكابر الفراعنة، ووجدتّ بخطّ أبى النمر الورّاق فى أخبار أبى الحسين الخصيبىّ قال حدّثنى أبو خازم «١٠» القاضى قال قال لى أبو الحسن بن المدبّر لو عمرت مصر كلّها لوفت بأعمال الدنيا، وقال تحتاج مصر الى ثمنية وعشرين ألف ألف فدّان وإنّما يعمر منها ألفا «١٢» ألف فدّان، قال وقال له أنّه «١٣» كان يتقلّد الدواوين بالعراق يريد ديوان المشرق والمغرب قال ولم أبت قطّ ليلة من الليالى وعلىّ عمل أو بقيّة منه وتقلّدت مصر فكنت ربّما بتّ وقد بقى علىّ شىء من العمل فأستتمّه إذا أصبحت، قال وقال له أبو خازم القاضى جبا عمرو بن العاص مصر لعمر بن الخطّاب رضى الله عنه اثنى «١٧» عشر ألف ألف دينار فصرفه عنها عثمن بعبد الله بن أبى سرح فجباها أربعة عشر ألف ألف دينار فقال عثمن لعمرو أبا عبد الله علمت أنّ اللقحة درّت بعدك فقال نعم ولكنّها أجاعت أولادها، وقال أبو خازم «٢٠» إنّ هذا الذي جباها عمرو وعبد الله ابن أبى سرح إنّما كان من الجماجم خاصّة دون الخراج وغيره قال فاستثبتّه فى ذلك فقال هذا الصحيح عندنا، وبها الهرمان اللذان ليس على وجه الأرض لهما نظير فى ملك مسلم ولا كافر ولا عمل ولا يعمل كهما