معونة وجامع وأسواق ولا حمّام بها وجميع ما على شطّى النيل من بلهيب «١» الى رشيد ضياع لا منابر فيها ويطول ذكرهما، (٨) ولمصر وأعمالها غير كتاب مؤلّف مستوفى بصفات ضياعها وجباياتها وخواصّها وقد تغيّرت مذ وقت دخل المغاربة أرضها ورزحت من جميع أسبابها وبقيت منها رسوم وبقايا دمن خالية تشهد بما سلف فيها من الأمور الرفيعة العالية، فلذلك حرّرت أوصافها ولم أستقص حالها، (٩) وأمّا الشعبة الآخذة من شطنوف مشرّقة الى دمياط وتنّيس فقد ذكرت بين أشكال مدنها مسافاتها ويستغنى بذلك عن إعادة لفظ فيه وتكرير قول منه ولو أمكن مثل ذلك فى جميع هذه الخلجان لكان أجمل وأحسن ولمّا تعذّر ولم يمكن فيه إعادة ذكره بالكلّيّة اقتصرت على المشهور المعروف حسب ما توخّيته من ذكر سواد كلّ بلد وريف كلّ ناحية ووصفها جملة غير مفصّلة بعد تصوير مدنها وبقاعها وطرقها موصّلة ومفصّلة إذ كان ذلك القصد والبغية، ولمّا كان العلم بكلّيّته بإزاء قوى أبناء «١٤» البشر بكلّيّتهم فلن يبلغ الإنسان الواحد منه بجزئيّة إلّا قدر ما اقتضته سعادته، (١٠) فأمّا ما يحيط بجميع مصر من الحدّ المشتمل عليها فقد تقدّم ذكره فى غير مكان «١٧» ومن القلزم الى أن تعطف على التيه بساحل البحر ستّ مراحل ومن حدّ التيه الى أن تتّصل ببحر الروم نحو ثمانى مراحل ويمتدّ الحدّ على البحر الى أوّل الحدّ الذي ذكرته نحو اثنتى عشرة مرحلة، (١١) ومن الرملة الى مدينة الفسطاط إحدى عشرة مرحلة فمن ذلك